وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التكرار في قوله: {أُسِّسَ}.
ومنها: جناس المحرف في قوله: {أسس وأسس} لاختلافهما في الشكل.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، للتنبيه على علة الحكم، أي: سبب استحقاقهم الجنة هو إيمانهم، وحذف المبشر به لخروجه عن حد البيان، وهو الجنة ذكره أبو السعود، وفي قوله:{أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}؛ لأن مقتضى السياق أن يقول أم من أسسه.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {هَارٍ فَانْهَارَ}، وفي قوله:{أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}، وفي قوله:{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا}، وفي قوله:{بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ}، وفي قوله:{عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا}، وفي قوله:{لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ}.
ومنها: التكرار في قوله: {تَابَ}.
ومنها: الجناس المحرف في قوله: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} لاختلافهما في الشكل سمي محرفًا لانحراف إحدى الهيئتين عن هيئة الآخر.
ومنها: الاستعارة بالكناية في قوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ} شبهت التقوى والرضوان بما يعتمد عليه البناء؛ تشبيهًا مضمرًا في النفس، وأسس بنيانه تخييل، فهو مستعمل في معناه الحقيقي، أو مجاز، فتأسيس لبنيان بمعنى، إحكام أمور دينه أو تمثيل لحال من أخلص لله، وعمل الأعمال الصالحة، بحال من بنى شيئًا محكمًا، مؤسسًا يستوطنه، ويتحصن فيه، أو البنيان: استعارة أصلية والتأسيس: ترشيح، اهـ "شهاب".
{أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ} هو كناية عن إحكام أمور دينه وترتيبها على ضلال وكفر ونفاق، وقوله:{شَفَا جُرُفٍ} المراد به هنا، الضلال وعدم التقوى.