الأحبار: هو الذي يكثر التأوه، وكان إبراهيم عليه السلام يكثر أن يقول: أوه من النار، قبل أن لا ينفع أوه. وقال عقبة بن عامر: الأواه الكثير الذكر لله. وقال سعيد بن جبير: هو المسبح، وعنه: أنه المعلم للخير. وقال عطاء: هو الراجع عما يكره الله، الخائف من النار. وقال أبو عبيدة: هو المتأوه شفقًا وفرقًا، المتضرع يقينًا ولزومًا للطاعة. وقال الزجاج: انتظم في قول أبي عبيدة، جميع ما قيل، في الأواه، وأصله من التأوه، وهو أن يسمع للصدر صوت بتنفس الصعداء، والفعل منه أوه، وهو قول الرجل عند شدة خوفه وحزنه أوه، والسبب فيه أنه عند الحزن تحمى الروح داخل القلب، ويشتد حرها فالإنسان يخرج ذلك النفس المحترق في القلب ليخفف بعض ما به من الحزن والشدة.
وأما {الحليم}: فمعناه ظاهر، وهو الصفوح عمن سبه، أو أتاه بمكروه ثم يقابله بالإحسان واللطف كما فعل إبراهيم مع أبيه حين قال له:{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ} فأجابه إبراهيم بقوله: {سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} وقال ابن عباس: الحليم السيد اهـ.
وعبارة المراغي:{والحليم} هو الذي لا يستفزه الغضب، ولا يعبث به الطيش، ولا يستخفه هوى النفس، ومن لوازم ذلك: الصبر والثبات والصفح والتأني في الأمور، واتقاء العجلة في الرغبة والرهبة، اهـ.
{في سَاعَةِ العُسْرَةِ}{العسرة}: الشدة والضيق {تزيغ قلوب} من زاغ القلب، مال عن الحق من زاغ يزيغ زيغًا، كباع يبيع بيعًا، {بِمَا رَحُبَتْ}، يقال: رحب من باب ظرف رحبًا، والرحب بضم الراء السعة، وبفتحها المكان المتسع، فمضمومها مصدر ومفتوحها مكان، ومنه يقال: فلان رحب الصدر، بضم الراء، واسعه وقولهم مرحبًا وأهلًا؛ أي: أتيت سعة وأتيت أهلًا، فاستأنس ولا تستوحش ورحب به ترحيبًا إذا قال له مرحبًا. {مَلْجَأً}، الملجأ؛ اسم مكان من لجأ إلى الحصن، أو غيره، من باب قطع، إذا لاذ إليه واعتصم به.
{رَءُوفٌ رَحِيمٌ}: الرأفة، العناية بالضعيف والرفق به، والرحمة: السعي في إيصال المنفعة.