القول الثالث: أنه لا قلب فيه ولا حذف وأن أصله هور أو هير بوزن كتف فتحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلب ألفًا، وعلى هذا فتجري عليه وجوه الإعراب أيضًا كالذي قبله، كما تقول هذا باب، ورأيت بابًا، ومررت ببابٍ وهذا أعدل الوجوه لاستراحته من ادعاء القلب والحذف اللذين هما على خلاف الأصل لولا أنه غير مشهور عند أهل التصريف، ومعنى هار؛ أي: ساقط متداع منهال اهـ {فَانهَارَ}؛ أي: سقط. {رِيبَةً}؛ أي: سبب ريبة وشك في الدين، والريبة من الريب. وهو اضطراب النفس وتردد الوهم والحيرة. {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}: يقال تقطع الشيء إذا تفرقت أجزاؤه، وتمزقت، وهو من باب تفعل الخماسي {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ} والاستبشار: إظهار السرور، والسين: ليست للطلب بل للمطاوعة، كاستوقد وأوقد. وفي "الكرخي"، {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ}؛ أي: افرحوا به غاية الفرح، واستفعل هنا، ليس للطلب، بل بمعنى، أفعل كاستوقد وأوقد، اهـ. {لأواه}؛ أي: يكثر التأوه وهو كناية عن فرط ترحمه ورقة قلبه، اهـ "بيضاوي". والتأوه، أن يقول الرجل عند الشكاية والتوجع: آه، اهـ "زاده". وفي "المختار" وقد أوه الرجل تأويهًا وتاوه تأوهًا، إذا قال أَوَّهُ اهـ. وفي "المراغي" الأواه الكثير التأوه والتحسر، أو الخاشع الكثير الدعاء والتضرع إلى ربه، وقيل: إنها كلمة حبشية الأصل، ومعناها: المؤمن أو الموقن، اهـ.
وفي "السمين" والأواه الكثير التأوه، وهو من يقول أواه. وقيل: من يقول، أوه، وهو أنسب؛ لأن: أوه بمعنى، أتوجع فالأواه، فعال، مثال مبالغة من ذلك، وقياس فعله أن يكون ثلاثيًّا؛ لأن: أمثلة المبالغة إنما تطرد في الثلاثي، وقد حكى: قطرب فيه فعله ثلاثيًّا، فقال: يقال، آه يؤوه أوهًا، كقال يقول قولًا، وأنكر النحويون: هذا القول على قطرب، وقالوا: لا يقال من أوه بمعنى، أتوجع فعل ثلاثي، وإنما يقال: أوه تأويهًا، وتأوه تأوهًا اهـ.
وعبارة الخازن: جاء في الحديث أن الأواه الخاشع المتضرع. وقال ابن مسعود: الأواه الكثير الدعاء. وقال ابن عباس: هو المؤمن التواب، وقال الحسن وقتادة: الأواه الرحيم بعباد الله. وقال مجاهد: الأواه الموقن وقال كعب