{الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ}: القرون: الأمم واحدها، قرن، وهم القوم المقترنون في زمن واحد، قيل: مئة سنة أو ثمانون سنة أو ما دونها، فيه أقوال أخر. وجاء في الحديث الشريف: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم {بِالْبَيِّنَاتِ}: جمع بينة: الحجة الواضحة والمعجزة الباهرة، كعصا موسى، وناقة صالح {خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}: جمع خليفة، وهو من يخلف غيره في شيء. {لِنَنْظُرَ}؛ أي: لننظر متعلق علمنا، ونشاهد ونرى {وَلَا أَدْرَاكُمْ}: يقال؛ دريته ودريت به؛ أي: علمته {عُمُرًا}؛ أي: مدة طويلة، أربعين سنة {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً}: أصل الذوق إدراك الطعم بالفم، ويستعمل في إدارك الأشياء المعنوية، كالرحمة والنعمة والعذاب والنقمة. {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا}، والمكر: التدبير الخفي الذي يفضي بالممكور به إلى ما لا يتوقعه، ومكره تعالى: تدبيره الذي يخفى على الناس، بإقامة سننه وإتمام حكمه في نظام العالم، وكله عدل وحق، فإن ساء الناس سموه شرًّا، وإن كان جزاءً عدلًا. {إِنَّ رُسُلَنَا} والرسل هنا: الكرام الكاتبون من الملائكة.
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ} سير من باب فعل، المضعف، وهو من الثلاثي المزيد، بحرف؛ لأنه من سار يسير سيرًا، من باب باع، والتسيير جعل الشيء، أو الشخص يسير بتسخيره تعالى، أو إعطائه ما يسير عليه من دابة أو سفينة. {في الفلك}: والفلك يستعمل جمعًا ومفردًا، فحركته إذا كان جمعًا، كحركة بدن، جمع بدنة وإذا كان مفردًا كحركة قفل، ويفرق بينهم بنحو الصفة، وهنا مستعمل في الجمع بدليل، وجرين وفي آية {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} مستعمل مفردًا {بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}؛ أي: لينة الهبوب، وفي " المصباح" الريح الهواء بين السماء والأرض، وأصلها الواو، لكن قلبت ياءً؛ لانكسار ما قبلها، والجمع، أرواح، ورياح، وبعضهم يقول: أرياح بالياء، على لفظ الواحد، وغَلّطه أبو حاتم، والريح مؤنثة على الأكثر، فيقال: هي الريح، وقد تذكر على معنى الهواء، فيقال: هو الريح،