للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ}: كلام مستقل برأسه مقرر لما قبله، الواو استئنافية. {لا}: نافية للجنس تعمل عمل إن {أَصْغَرَ}: بالنصب اسمها منصوب؛ لأنه شبيه بالمضاف لعمله في الجار والمجرور بعده {مِنْ ذَلِكَ} متعلق به. وبالرفع إما على الابتداء، أو على أن {لا} عاملة عمل ليس {وَلَا أَكْبَرَ}: معطوف على {أَصْغَرَ} والخبر على كلا القراءتين النصب والرفع بوجهيه. قوله: {إلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} فـ {إلَّا}: أداة استثناء مفرغ {فِي كِتَابٍ}: جار ومجرور خبر {لا} أو خبر المبتدأ {مبينٍ}: صفة له، وجملة {لا} النافية أو جملة المبتدأ مستأنفة، منقطعة عما قبلها. وإنما (١) جاز إعراب {أَصْغَرَ} و {أَكْبَرَ} بالنصب على أن {لا} عاملة عمل إن؛ لأن {أَصْغَرَ} و {أَكْبَرَ} شبيهان بالمضاف تعلق بهما شيء من تمام معناهما، وهو العمل في الجار والمجرور، وهاتان القراءتان هنا فقط، وأما في سبأ فبالرفع، باتفاق السبعة. وقوله: {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}: الاستثناء منقطع، والمعنى (٢) لكن جميع الأشياء في كتاب مبين، فهو استدراك على ما يتوهم نفيه؛ لأن قوله: {لا يعزب عن ربك ...} إلخ، ربما يتوهم أنه لم يحط بها غير علم الله، فدفع ذلك بقوله: إلا في كتاب مبين؛ أي: لكن جميع الأشياء مثبتة في كتاب مبين أيضًا. ولا يصح أن يكون متصلًا؛ لأنه يصير المعنى: لا يغيب عن علمه شيء في حال من الأحوال، إلا في حال كونه مثبتًا في كتاب مبين فيغيب، فيفيد أن ما في الكتاب غائب عن علم الله، وذلك باطل، وهذا الإشكال لا يرد إلا على جعل قوله: {وَلَا أَصْغَرَ} {وَلَا أَكْبَرَ} معطوفًا على {مِثْقَالِ} وأما إن جعل مستأنفًا - كما تقرر - فلا يرد الإشكال فتأمل.

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

{أَلَاَ}: حرف تنبيه واستفتاح {إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}: ناصب واسمه ومضاف إليه {لَا خَوْفٌ} {لَا}: نافية تعمل عمل ليس {خَوْفٌ} اسمها. {عَلَيْهِمْ} خبرها، وجملة {لَا} في محل الرفع خبر إن، وجملة إن مستأنفة {وَلَا هُمْ}: مبتدأ، وجملة {يَحْزَنُونَ} خبره، وجملة الابتداء في محل الرفع معطوفة على


(١) الصاوي.
(٢) الصاوي.