وفاعله ضمير يعود على الله. وجملة {آمَنُوا} صلة الموصول وجملة {نُنَجِّي} معطوفة على محذوف تقديره: نهلك الأمم المكذبة لرسلنا {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}{كَذَلِكَ} كذلك صفة لمصدر محذوف، والعامل فيه ننج؛ أي: إنجاء مثل ذلك الإنجاء ننج المؤمنين. {حَقًّا}: مصدر مؤكد لفعله المحذوف، تقديره: حق ذلك الإنجاء علينا حقًّا، ووجب وجوبًا بمقتضى وعدنا {عَلَيْنَا}: متعلق بالعامل المحذوف، وجملة الفعل المحذوف معترضة، لاعتراضها بين العامل والمعمول جيء بها للتأكيد. {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله والجملة مستأنفة. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{زِينَةً وَأَمْوَالًا} الزينة: الحلل والحلي والأثاث والرياش والماعون. والأموال ما وراء ذلك من الذهب والفضة والأنعام والزروع ونحو ذلك. قال ابن عباس: كان من فسطاط مصر إلى أرض الحبشة، جبال فيها ذهب وفضة، وزبرجد وياقوت، اهـ كرخي. وفي "المصباح" الفسطاط بضم الفاء وكسرها: مدينة مصر قديمًا. {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} وفي "المختار" طمس الطريق، من باب دخل، وجلس، وطمسه إذا غيره، من باب ضرب، فهو متعد ولازم. وقوله تعالى:{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ}؛ أي: غيرها كما قال: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} اهـ. والطمس: إزالة أثر الشيء بالمحو. ومعنى اطمس على أموالهم: أزل صورها وهيئاتها، وقال مجاهد: أهلكها. وقال أكثر المفسرين: امسخها وغيرها عن هيئاتها، ويقال: طمس الأثر وطمسته الريح، إذا زال. {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}؛ أي: اربط على قلوبهم واطبع عليها وقسّها حتى لا تلين ولا تنشرح للإيمان. ومعنى الشد على القلوب: الاستيثاق منها حتى لا يدخلها الإيمان. وفي "المختار" شده يشده، من باب نصر ويشده - من باب ضرب - شدا فيهما إذا أوثقه اهـ. والشد على القلب: الطبع عليه، وقسوته حتى لا ينشرح للإيمان. {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} بتشديد التاء من اتبع الخماسي وتخفيفها من تبع الثلاثي، يقال: تبعه إذا مشى خلفه، واتبعه إذا أدركه ولحقه. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} من جاوز