للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جمع مصطفَاة، فانقلبت الألفُ ياءً كالتثنية، اهـ "سمين".

{عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} والوكيل: الرقيب الحفيظ للأمور، الموكل بحراستها {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} والاستجابة للداعي إجابته إلى ما يريد، فالسين والتاء، فيه زائدتان {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} الإسلام، الإذعان، والخضوع، والانقياد {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ..}؛ أي: نُوصل إليهم من وفَّى يوفي توفية ووفاء كزكى يزكي تزكيةً وزكاةً وهو من المضعف الناقص الذي قياس مصدره التفعلة، وهو مجزوم بحذف الياء {لَا يُبْخَسُونَ} لا ينقصون، وإنما (١) عبر عن عدم نقص أعمالهم، بنفي البخس الذي هو نقص الحق مع أنه ليس لهم شائبة حق فيما أوتوه كما عبر عن إعطائه بالتوفية، التي هي إعطاءَ الحقوق مع أن أعمالَهم بمعزل عن كَوْنِها مستوجبةً لذلك، بناءً للأمر على ظاهر الحال، مبالغة في نفي النقص؛ أي: إن كان ذلك ناقصًا لِحُقوقهم فلا يدخل تحت الوقوع، والصدور عن الكريم أصلًا، اهـ "أبو السعود".

{وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا}؛ أي: فسد وبطل، ولم ينتفعوا به {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} والبينة (٢) ما يتبين به الحق كالبرهان في الأمور العقلية، والنصوص في الأمور النقلية، والتجارب في الأمور الحسية، والشهادة في القضاء {وَيَتْلُوهُ}؛ أي: يتبعه ويصدقه ويقويه والشاهد جبريل أو القرآن {إِمَامًا} والإمامُ (٣) هو الذي يُؤتم به في الدين، ويُقتدى به {وَرَحْمَةً} والرحمة النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على مَنْ أنزله عليهم، وعلى مَنْ بعدهم باعتبار ما اشتملَ عليه من الأحكام الشرعيةِ المُوافِقَة لحكم القرآن {مِنَ الْأَحْزَابِ} والأحزاب قبائلُ الكفار الذين تحزبوا، واجتمعوا على معاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاندته {مَوْعِدُهُ} اسم مكان من وَعد يعد وعدًا وموعدًا؛ أي: مكان وعده الذي يَصِير إليه، {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} المِرية بكسر الميم، وضمها: الشكُّ، ففيها لغتان: أشهرُهما: الكسرُ، وهي: لغة الحجاز، وبها قرأ جماهيرُ الناس، الثانية: الضم لغةُ أسد وتميم، وبها قرأ


(١) أبو السعود.
(٢) المراغي.
(٣) الشوكاني.