شرطًا في الأول؛ لأنَّ الشرطَ مقدَّم على المشروط في الخارج، ذكَرَه في "الفتوحات"{هُوَ رَبُّكُمْ} مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب، مقول {قَالَ} على كونها تَعْلِيلًا لِما قبلها، {وَإِلَيْهِ} متعلق بما بعده {تُرْجَعُونَ} فعل ونائب فاعل، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {هُوَ رَبُّكُمْ} على كونهَا تَعْلِيلًا لما قبلها، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}{أَظْلَمُ} اسم تفضيل من ظلم يظلم، من باب: ضرب: ظلمًا، والظلم وضع الشيء في غير محله، وهو ضد العدل، والافتراءُ: اختلاق الشيء من عند نفسه، من غير أن يكون له أساس {يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ}؛ أي: للمحاكمة عرضًا تظهر به فضيحتهم على ربهم؛ أي: على من يحسن إليهم، ويَمْلِكُ نواصِيَهم وكانوا جَديرينَ أن لا يكذبوا عليه {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ}، والأشهاد: جمع شاهد، كصاحب وأصحاب، أو جمع شهيد كشريف وأشراف، والأشهادُ الملائكة الذين يحفظون عليهم أعمالَهم في الدنيا أو الأنبياءُ أو هما والمؤمنون، أو ما يشهد عليهم من أعضائهم، أقوالٌ، واللعنة الطرد من الرحمة، والصدُّ عن سبيل الله الصرف عن دينه، والمنع من الدخول فيه {يبغونها عوجًا}؛ أي: يصفونها بالاعوجاج تنفيرًا للناس عنها، والعِوج: الالتِواءُ، وعدمُ الاستِواء يقال: بَغَيْتُك شرًّا؛ أي: طلبته لك.
وفي "المختار": عوج - من باب طرب - فهو أعوج، والاسمُ العِوَجُ بكسر العين، فما كان في حائط أو عُود أو نحوهما، مما ينتصب فهو عَوَج بفتح العين، وما كان في أرض أو دين أو معاش فهو عِوَجٌ بكسر العين، واعوجَّ الشيء اعوجاجًا، فهو معوَّج بوزن محمَّد، وعصا معوجة أيضًا؛ أي: غيرَ مستقيمة. اهـ.
{مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: لا يمكنهم أنْ يهربوا مِنْ عذابه {وَضَلَّ}؛ أي: غابَ {لَا جَرَمَ} قال الفراء: هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بُدَّ، ولا محالةَ