تَعْلَمَها {نُوحِيهَا إِلَيْكَ}؛ أي: نُخْبِرُها لك فنعرفكها تفصيلًا، و {مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} الوحي الذي نَزَل مبينًا لها تفصيلًا، وربما كَانَ يعلمها هو، وقومه على سبيل الإجمال {فَاصْبِرْ} يا محمَّد على أَذَى هؤلاء الكفار كما صبر نوح على أذى أولئك الكفار؛ أي: فاصبرْ على القيام بأمر الله، وتبليغ رسالته، وما تَلْقى مِنْ قومك من أذًى، كما صَبَرَ نوح على قومه، {إِنَّ الْعَاقِبَةَ} المحمودة؛ أي: آخِرَ الأمر بالظفر في الدنيا، وبالفوز في الآخرة {لِلْمُتَّقِينَ} لله المؤمنين بما جاءَتْ به رسله؛ أي: فإنَّ سُنَّة الله سبحانه وتعالى في رسله، وأقوامهم أن تكونَ العاقبة بالفوز، والنجاة للمتقينَ الذين يتجنبون المعاصيَ، ويعملونَ الطاعاتِ، فأنتم الفائزون المفلحون، والمصرُّون على عُداونكم هم الخاسرون الهالكون، وفي هذا تسلِيةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبشير له بأن الظفر للمتقين في عاقبة الأمر ولا اعتبار بمباديه. وفي مصحف ابن مسعود (١): {مِنْ قبلِ هذا القرآن}.
{أَمْ} منقطعة مقدرة ببل الإضرابية وهمزة الاستفهام الإنكاري، {يَقُولُونَ} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {افْتَرَاهُ} فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، أو على نوح على الخلاف في معنى الآية، كما سبق، والجملة في محل النصب مقول القول {قُلْ} فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، أو على نوح، والجملة مستأنفة {إِنِ افْتَرَيْتُهُ} إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت قلت:{إِنِ افْتَرَيْتُهُ} فعل وفاعل ومفعول في محل الجزم، بـ {إن} الشرطية على كونه فعل شرط لها {فَعَلَيَّ}{الفاء} رابطة {عليَّ} خبر مقدم {إِجْرَامِي} مبتدأ مؤخر والجملة الإسمية في محل الجزم بـ (إن) على كونها جوابًا لها، وجملة إن الشرطية في محل النصب، مقول القول {وَأَنَا بَرِيءٌ} مبتدأ وخبرٌ، والجملة