للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من باب فتح، والقبل ما واجهك {شَفاعَةٌ} والشفاعة. ضمّ غيره إلى وسيلته. من الشفع ضد الوتر؛ لأن الشفيع ينضمّ إلى الطالب في تحصيل ما يطلب، فيصير معه شفعا بعد أن كان وترا {وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ} والأخذ ضد الترك، والأخذ: القبض والإمساك، ومنه قيل للأسير: أخيذ، وتحذف فاؤه في الأمر منه بغير لام، وقلّ الإتمام. والعدل: الفداء. وأصل العدل بالفتح: ما يساوي الشيء قيمة وقدرا، وإن لم يكن من جنسه، وبالكسر المساوي في الجنس، والحجم. والعدل بالفتح: المقبول القول من الناس {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} والنّصر العطاء والانتصار: الانتقام. والنصرة أخصّ من المعونة؛ لأنها مختصة بدفع الضرر {وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ} والنجاة: التنجية من الهلكة بعد الوقوع فيها. والأصل: الإلقاء بنجوة. والنجو: المكان العالي من الأرض؛ لأنّ من صار إليه يخلص وينجو، ثم سمّي كلّ فائز ناجيا؛ لخروجه من الضيق إلى السعة {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} اختلف في أصل آل، فقيل: أصله أهل بوزن فعل، أبدلت الهاء همزة؛ ليتوصل إلى إبدالها ألفا، ثم أبدلت ألفا، فقيل: آل، لأنها صارت همزة ساكنة بعد أخرى مفتوحة، وعلى هذا الأكثر. وقيل: أصله أول بوزن فعل بالتحريك، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وهو من آل يئول بمعنى رجع؛ لأنه يرجع إليك في قرابة، أو رأي، أو مذهب، وهذا مذهب الكسائي، وإلى ما ذكر أشار الشاطبيّ في «حرز الأماني» بقوله:

فإبداله من همزة هاء اصلها ... وقد قال بعض النّاس من واو ابدلا

ومراده ببعض الناس الكسائيّ: وقد خصوا آلا بالإضافة إلى العلم ذي الخطر ممن يعلم غالبا، فلا يقال: آل الإسكاف والحجّام. قال الشاعر:

نحن آل الله في بلدتنا ... لم نزل إلّا على عهد إرم

قال الأخفش: لا يضاف آل. إلّا إلى الرئيس الأعظم، نحو: آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وآل فرعون؛ لأنّه رئيسهم في الضلالة. قيل: وفيه نظر، لأنه قد سمع عن أهل اللغة في البلدان، فقالوا: آل المدينة، وآل البصرة. وقال الكسائي: لا يجوز أن يقال: فلان من آل البصرة، ولا من آل الكوفة، بل يقال: من أهل البصرة، ومن