هذا في وسعي, لأن الذِّرَاعَ من اليد، ويقال: ضَاق فلان ذرعًا بكذا، إذا وقع في مكروه، ولا يطيق الخروجَ منه، وذلك أن لوطًا عليه السلام، لمَّا نَظَرَ إلى حُسْنِ وجوههم، وطيب رائحتهم، أشفَقَ عليهم من قومه، وخَافَ أن يَقْصدُوهم بمكروه، أو فاحشة، وعلم أنه سيحتاج إلى المدافعة عنهم، اهـ "خازن". والـ {عَصِيبٌ} الشديد، الأذى، كأنه قد عُصِبَ به الشرُّ، والبلاء؛ أي: شُدَّ به مأخوذ من العصابة التي يشد بها الرأس، اهـ "خازن".
{يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} يقال: هرع وأُهرع بالبناء للمفعول إذا حمل على الإسراع، وأعجل، فمعنى:{يُهْرَعُونَ} المبني للمفعول يساقون، ويُدْفَعون. وقال الكسائي: لا يكون الإهراعُ إلا إسراعًا مع رِعْدةٍ مِنْ بَرْدٍ، أو غَضَبٍ، أو حمًّى أو شهوةً. وفي "القاموس" والهَرَعُ محَرَّكٌ، وكغراب، والإهراع مشي في اضطراب وسرعة، وأقْبَلَ يُهْرَعُ بالضم، وأُهرع بالبناء للمجهول، فهو مُهْرَعٌ مَن غَضَب، أو خوف، وقد هَرعَ كفرح، ورجل هَرِعٌ سريع البكاء، اهـ. {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} في الآية سؤال كما مرَّ، وهو أن يقال: إن قولَه: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} أفعَل تفضيلٍ فيقتضي أن يكونَ الذي يطلبونه من الرجال طاهرًا، ومعلوم أنه محرَّمٌ فاسدٌ نَجِسٌ لا طهارةَ فيه ألبتةَ، فكيف قال هن أطهر لكم؟. والجواب عن هذا السؤال أنَّ هذا جارٍ مجرى قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)}، ومعلوم أن شجرةَ الزقوم لا خَيْرَ فيها، اهـ "خازن".
{وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي}؛ أي: لا تخجلوني في شأن ضيفي، فإنه إذا خُزي ضَيفَ الرجل، أو جَارُه، فقد خزِيَ الرجُلُ، وذلك من عراقة الكرم وأصالة المروءة، اهـ "كرخي". والضيفُ في الأصل: مصدر، ثم أطلق على الطارق لَيْلًا إلى المضيف، ولذلك يَقَعُ على المفرد، والمذكر، وضِدَّيْهِما بلفظ واحد، وقد يثنَّى فيقال: ضيفان، ويجمع فيقال: أضياف، وضيوف، كأبيات، وبيوت، وضيفان كحوض وحيضان، اهـ "سمين". والـ {رَشِيدٌ} ذو الرُّشد والعقل. {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً}؛ أي: على الدفع بنفسي. {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} من أرباب العصبيات القوية الذين يَحْمُونَ اللاجئين، ويُجِيرون المستجيرينَ. والـ {رُكْنٍ} بسكون الكاف وضمها: الناحيةُ مِن جبل وغيره، ويُجْمَعُ على أركان وأَرْكُن.