ويطلق الرجم على اللعن، ومنه: الشيطان الرجيم. {بِعَزِيزٍ}؛ أي: ذي عزة، ومنعَة، واتخذه {ظِهْرِيًّا} بالكسر والتشديد؛ أي: جعله نسْيًا مَنْسِيًّا لا يذكر كأنه غير موجود. والظهري بكسر الظاء: هو المنسوب إلى الظهر بفتحها، وهو من تغييرات النسب، كما قالوا: في أمس إمسي بكسر الهمزة كما مرَّ. وقيل: الضمير يعود على العصيان؛ أي: واتخذتم العصيانَ عونًا على عداوتي، فالظهريُّ على هذا بمعنى المعين المقوي. {عَلَى مَكَانَتِكُمْ}؛ أي: على غاية تمكنكم من أمركم، وأقصى استطاعتكم، وإمكانكم يقال: مكن مكانة إذا تَمَكن أبلغَ تمكن.
{وَارْتَقِبُوا}؛ أي: وانتظروا. {الصَّيْحَةُ} بوزن فعلة المرة؛ أي: صيحة العذاب. {جَاثِمِينَ}؛ أي: باركين على ركبهم منكبين على وجوههم. {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا} يقال غنِيَ بالمكان إذا أقام به. {أَلَا بُعْدًا} واعلم أن بُعَدًا وسحقًا، ونحوهما مصادر قد وضعت مواضعَ أَفْعَالِها التي لا يستعمل إظهارها، ومعنى (بُعْدًا) بعدوا؛ أي: هلكوا. وقوله:{لِمَدْيَنَ} بيان لمن نبه عليه بالبعد نحو: هيت لك، اهـ "روح البيان". {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} والجمهور على كسر العين من بعدت على أنها من بعد يبعد، من باب: طرب، بكسر العين، في الماضي وفتحها في المضارع، بمعنى هلك يهلك، أرادَتْ العرب أن تفرق بين البعد بمعنى الهلاك، وبين البعد الذي هو ضد القرب، ففرقوا بينهما بتغيير البناءِ، فقالوا: بَعُد بالضم من باب كرم، في ضد القرب، وبَعِدَ بالكسر من باب طرب، في ضد السلامة، والبعد بالضم، فالسكون مصدر لهما، والبَعَد بفتحتين، إنما يستعمل في مصدر مكسور العين. قال ابن الأنباري: ومن العرب من يسوي بين الهلاك، والبعد الذي هو ضد القرب فيقول فيهما: بَعِدَ يبعد، وبعد يبعد الأول من باب طرب، والثاني من باب شَرف، اهـ.
{بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} الآيات هي الآيات التسع المعدودة في سورة الإسراء، والمفصلة في سورة الأعراف وغيرها، والسلطان المبين هو ما أتاه الله من الحجة البالغة في محاوراته مع فرعون وملئه. والملأ: أشراف القوم وزعماؤههم. {وَمَاَ أَمرُ فِرْعَوْنَ}؛ أي: ما شأنه وتصرفه. {بِرَشِيدٍ}؛ أي: بذي رُشد وهدى. {يَقْدُمُ قَوْمَهُ} في "المختار" قدم يقدم كنصر ينصر قُدْمًا بوزن قفل،