لأنه واقع في جواب سؤال مقدر كما قررناه في مبحث الإعراب.
ومنها: إيراد المستقبل بلفظ الماضي في قوله: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} مبالغة في تحققه. وفيه أيضًا: الاستعارة المكنية؛ لأن الورودَ في الأصل يقال: للمرور على الماء للاستقاء منه، فشبه النارَ بماء يورد، وترك ذكر المشبه به، ورمَزَ إليه بشيء من لوازمه، وهو الورود، وإثبات الورود لها تخييلٌ، وشبه فرعون في تقدمه على قومه إلى النار بـ (من) يتقدم على الواردين إلى الماء لِيَكْسِرَ العطش، فقَالَ في حق فرعونَ وأتباعه {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} على سبيل التهكم. وقوله:{وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} تأكيد له لأن الوِرْدَ إنما يُورَدُ لتسكين العطش، وتبريد الأكباد، وفي النار إلهاب للعطش، وتقطيعٌ للأكباد.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}؛ أي: كالزرع القائم على ساقه، وكالزرع المحصود بالمناجل، فشبه ما بقي من آثار القرى وجدرانها بالزرع القائم على ساقه، وشبه ما عفى منها بالحصيد، اهـ "زاده" و"شهاب".
ومنها: طباق السلب في قوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}.
ومنها: حكاية حال ماضية في قوله: {آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ}؛ أي: عبدوها، لأن المرادَ بالدعاء العبادة.
ومنها: الطباق في قوله: {شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الجمع في قوله: {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، والتفريق في قوله:{فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} والتقسيم في قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا} إلخ، وهذه الثلاثة أيضًا من المحسنات البديعية.