{مَاذَا تَفْقِدُونَ}؛ أي: أي شيء ضاع منكم؟ والفقد: غيبة الشيء عن الحس بحيث لا يعرف مكانه كما في "البيضاوي" من فقد من باب ضرب.
{صُوَاعَ الْمَلِكِ} فالصاع والصواع لغتان معناهما واحد؛ وهو آلة الكيل، وتقدم أنه هو السقاية. قال الزجاج: الصواع هو الصاع بعينه، وهو يذكر ويؤنث، وهو السقاية، ومنه قول الشاعر:
نَشْرَبُ الخَمْرَ بِالصُّوَاعِ جَهَارَا
{وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} والحمل - بكسر الحاء - هنا هو ما يحمله البعير من الطعام.
{وَأَنَا بِهِ}؛ أي: يحمل البعير الذي جعل لمن جاء بالصواع قبل التفتيش للأوعية. {زَعِيمٌ}؛ أي: كفيل أجعله جزاءً لمن يجيء به.
{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} والكيد: التدبير الذي يخفى ظاهره على المتعاملين به حتى يؤدي إلى باطنه المراد منه، واعلم أن الكيد يشعر بالحيلة والخديعة، وهذا في حق الله تعالى محال إلا أنه قد تقدم أصل معتبر في هذا الباب، وهو أن أمثال هذه الألفاظ في حق الله تعالى تحمل على نهاية الأغراض لا على بداياتها، فالكيد: السعي في الحيلة والخديعة، ونهايته إيقاع الإنسان من حيث لا يشعر في أمر مكروه، ولا سبيل له إلى دفعه، فالكيد في حق الله تعالى محمول على هذا المعنى. اهـ. "كرخي". {دِينِ الْمَلِكِ} شرعه الذي يدين الله تعالى به.