للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويقال فيها: فتأ على وزن ضرب، وأفتأ على وزن أكرم، وزعم ابن مالك أنها تكون بمعنى سكن وأطفأ، فتكون تامة، ورددنا عليه ذلك في "شرح التسهيل". ذكره أبو حيان، فتفتأ هنا بمعنى لا تزال.

{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} والحرض (١): المشفي على الهلاك: يقال: حرض فهو حرض - بكسر الراء - حرضًا - بفتحها - وهو المصدر، ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث، والمفرد والجمع، وأحرضه المرض فهو محرض.

قال الشاعر:

أَرَى الْمَرْءَ كَالأَزْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضًا ... كَإِحْرَاضِ بَكْرٍ فِيْ الدِّيَارِ مَرِيْضُ

ويقال: رجل حُرُض - بضمتين - كجنب وشلل. وفي "المصباح": حرض حرضًا - من باب تعب - أشرف على الهلاك، فهو حرض. اهـ. وقولهم: يستوي فيه المفرد وغيره؛ أي: المثنى والمجموع والمذكر والمؤنث، تقول: هو حرض وهما حرض وهم حرض وهي حرض. اهـ. "كرخي". وفي "الشوكاني": الحَرَض - بفتحتين - مصدر يستوي فيه المفرد وغيره، والصفة المشبهة حَرِض - بكسر الراء - كدنف ودنف. قال النحاس: وحكى أهل اللغة: أحرضه الهم إذا أسقمه، ورجل حارض؛ أي: أحمق. وقال الأخفش: الحارض الذاهب. وقال ابن الأنباري: هو الهالك. والأولى تفسير الحرض هنا بغير الموت والهلاك من هذه المعاني المذكورة حتى يكون لقوله: {أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} معنى غير معنى الحرض، فالتأسيس أولى من التأكيد، ومعنى {مِنَ الْهَالِكِينَ} من الميتين. اهـ.

{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي} البث في (٢) الأصل: إثارة الشيء وتفريقه كبث الريح التراب، ثم استعمل في إظهار ما انطوت عليه النفس من الغم والشر. والبث (٣): ما يرد على الإنسان من الأشياء التي يعظم حزن صاحبها بها حتى لا يقدر على إخفائها كذا قال أهل اللغة، وهو مأخوذ من بثثته؛ أي: فرقته، فسميت


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.
(٣) الشوكاني.