للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على معنى في؛ أي: العقبى المحمودة في الدار الآخرة، فالعقبى المحمودة هي الجنة، والدار الآخرة أعم منها؛ لأنها تشمل الجنة والنار، والدليل على هذا النعت المحذوف قوله في المقابل: {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}. اهـ. شيخنا. وقيل: المراد بالدار: دار الدنيا وعقباها؛ أي: عاقبتها هي الجنة اهـ. وفي "الخطيب" والعقبى: الانتهاء الذي يؤدي إليه الابتداء من خير أو شر. اهـ.

{جَنَّاتُ عَدْنٍ} في "المصباح": عدن بالمكان عدنًا وعدونًا - من بابي ضرب وقعد - إذا أقام فيه، ومنه جنات عدن؛ أي: جنات إقامة، واسم المكان معدن، وزان مجلس؛ لأن أهله يقيمون عليه الصيف والشتاء، أو لأن الجوهر الذي خلقه الله فيه عدن ربه اهـ.

{وَأَزْوَاجِهِمْ}: جمع زوج، ويقال للمرأة الزوج والزوجة، والزوج أفصح.

{الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} يقال: قَدَر زيد إذا قتر وضيق على عياله، وفي "المصباح": وقدر الله الرزق يقدره من باب ضرب، ويقدره من باب نصر. وقرأ السبعة بكسر الدال فهو أفصح.

{إِلَّا مَتَاعٌ}؛ أي: متعة قليلة لا دوام لها ولا بقاء. وقيل: المتاع (١) واحد الأمتعة كالقصعة والسكرجة ونحوهما. وقيل: المعنى شيء قليل ذاهب من متع النهار إذا ارتفع، فلا بد له من زوال. وقيل: زاد كزاد الركب يتزود به منها إلى الآخرة.

{قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}؛ أي: رجع عن العناد، وأقبل على الحق. وفي "القاموس": ناب إلى الله تعالى كأناب، والإضلال (٢) خلق الضلالة في العبد، والهداية خلق الاهتداء، والدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب مطلقًا، وقد يسند كل منهما إلى الغير مجازًا بطريق السبب، والقرآن ناطق بكلا المعنيين، فيسند الإضلال إلى الشيطان في مرتبة الشريعة، وإلى النفس في مرتبة الطريقة، إلى الله في مرتبة الحقيقة كذا ذكره في "روح البيان".


(١) الشوكاني.
(٢) روح البيان.