فانسلك؛ أي: أدخله فيه فدخل، وبابه نصر قال تعالى:{كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} وأسلك لغة فيه، ولم يذكر في الأصل سلك الطريق إذا ذهب فيه، وبابه دخل، وأظنه سها عن ذكره؛ لأنه مما لا يترك قصدًا.
{فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ}؛ أي: يصعدون، يقال: ظل فلان يفعل كذا إذا فعله بالنهار، وهو من أخوات كان الناقصة.
{إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا}؛ أي: سدت ومنعت من الإبصار بالتخفيف والتشديد سبعيتان كما مر، فعلى التخفيف يقال سكرت النهر سكرًا - من باب قتل - سددته، والسكر بالكسر ما يسدُّ به اهـ "مصباح" وقولنا بالتشديد؛ أي: لأجل التكثير والمبالغة اهـ "زاده".
{مَسْحُورُونَ}. أي: سحرنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، بظهور ما أبداه من الآيات.
{بُرُوجًا} البروج واحدها برج، وهي النجوم العظام، ومنها نجوم البروج الاثني عشر المعروفة في علم الفلك؛ أي: منازل ومحال وطرقًا تسير فيها الكواكب السيارة.
{لِلنَّاظِرِينَ}؛ أي: المفكرين المستدلين بذلك على قدرة مقدرها، وحكمة مدبرها، وفي "السمين": والنظر هنا عينيٌّ، وقيل قلبيٌّ، وحذف متعلقة ليعم.
{إلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} والاستراق: افتعال من السرقة، وهي أخذ الشيء خفية، شبه به خطفتهم اليسيرة من الملأ الأعلى، والمسترق المستمع خفية، كما في "القاموس"، والسمع المراد به هنا ما يسمع، واستراق السمع اختلاسه سرًّا.
{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} يقال: تبعت القوم تبعًا وتباعةً - بالفتح -؛ أي: مشيت خلفهم، أو مروا بك فمضيت معهم، وأتبعت القوم إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم، والشهاب الشعلة الساطعة من النار الموقدة، ومن السحاب في الجوِّ، واختلف المفسرون في المراد من الشهاب هنا على قولين: