أحدهما: أن الذي ينزل على الشيطان نفس الكوكب فيصيبه، ثم يرجع إلى مكانه.
والقول الثاني: أن الشهاب الذي يصيب الشيطان شعلة نار تنفصل من الكوكب، وتسميتها بالشهاب مجاز لانفصالها منه اهـ من "الخازن". وأما المبين فمعناه البين الواضح الظاهر، {مَدَدْنَاهَا} أي: بسطناها ومهدناها للسكنى، {رَوَاسِيَ} جمع راسية وهي الجبال الثوابت، يقال وما يرسو رسوًا ورسوًّا، إذا ثبت كأرسى.
{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} بالياء التصريحية، لأنه من العيش فالياء أصلية، فوجب تصريحها، وذلك لأنها في المفرد أصلية؛ لأن مفرده معيشة من العيش، والمد في المفرد. لا يُقْلب همزًا في الجمع إلا إذا كان زائدًا في المفرد، كما قال ابن مالك:
وهذا في قراءة الجمهور، وقرىء بالهمز على التشبيه بشمائل، وقد ذكر في الأعراف وهي شاذة اهـ "كرخي". {خَزَائِنُهُ} الخزائن جمع خزانةٍ، وهي المكان الذي تحفظ فيه نفائس الأموال للحفظ، والمراد مفاتيحها، {الرِّيَاحَ} جمع ريح، وهو جسم لطيف منتشر في الهواء كما مر في مبحث التفسير، {لَوَاقِحَ} وفي اللواقح أقوال:
أحدها: أنها جمع ملقح، لأنه من ألقح يلقح فهو ملقح، فجمعه ملاقح، فحذفت الميم تخفيفًا، يقال ألقحت الريح السحاب، كما يقال ألقح الفحل الأنثى، وهذا قول أبي عبيدة.
والثاني: أنها جمع لاقح، يقال: لقحت الريح إذا حملت الماء، وقال الأزهري: حوامل تحمل السحاب، كقولك ألقحت الناقة إذا حملت الجنين في بطنها، فشبهت الريح بها.
والثالث: أنها جمع لاقح على النسب، كلابن وتامر؛ أي: ذات لقاح، قاله الفراء. اهـ "سمين". وفي "المختار": ألقح الفحل الناقة، والريح السحاب،