للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورياح لواقح، ولا تقل ملاقح، وهو من النوادر، وفي "القاموس": وألقحت الرياح، فهي لواقح وملاقح.

{فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ}؛ أي: جعلناه لكم سقيًا لمزارعكم ومواشيكم، تقول العرب إذا سَقَت الرجل ماء أو لبنًا .. سقيته، وإذا أعدوا له ماء لشرب أرضه أو ماشيته .. قالوا أسقيته، أو أسقيت أرضه أو ماشيته. {الْوَارِثُونَ} جمع وارث، وجمعه هنا للتعظيم، لأنه لا تاني له تعالى، والوارث في الأصل من يتخلف الميت في تملك تركته، وهذا المعنى مستحيل في حقه تعالى؛ لأنه مالك للموجودات بأسرها، أصالة لا خلافة، فوجب جعله مستعارًا لمعنى الباقي بعد فناء خلقه، تشبيها له بوارث الميت في بقائه بعد فنائه اهـ "زاده".

{الْمُسْتَقْدِمِينَ} اسم فاعل من استقدم بمعنى تقدم، فالسين زائدة، وكذا {الْمُسْتَأْخِرِينَ} من استأخر بمعنى تأخر، {يَحْشُرُهُمْ}؛ أي: يجمعهم، من حشر من باب نصر.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: تعريف الكتاب وتنكير القرآن في قوله: {آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} للدلالة على التفخيم والتعظيم، كما ذكره "البيضاوي".

ومنها: عطف إحدى الصفتين على الأخرى في قوله: {آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} إشعارًا بأنه الكلام الجامع بين الكتابية والقرآنية، كما في "روح البيان".

ومنها: الإتيان بلفظ الغيبة في قوله: {كَانُوا مُسْلِمِينَ} نظرًا إلى أنه مخبر عنهم، ولو نظر إلى الحكاية لقيل: لو كنا مسلمين.

ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} فالمراد أهلها وهو من باب إطلاق المحل وإرادة الحال، فالمجاز حينئذٍ في الظرف، ويصح أن يكون من مجاز الحذف.