للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحكمنا {إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}؛ أي: الباقين مع الكفرة في العذاب، لتهلك معهم، وأسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم، وهو قول الله تعالى، لما لهم من القرب والاختصاص، كما يقول خاصة الملك أمرنا بكذا، والآمر هو الملك، وقرأ أبو بكر والمفضل: {قَدَّرْنَا} بالتخفيف ها هنا، وفي النمل، وباقي السبعة بالتشديد، وقال الهروي: هما بمعنى، وكُسِرَتْ {إِنَّهَا} إجراء لفعل التقدير مجرى العلم، إما لكونه بمعناه، وإما لترتبه عليه، والغابرين جمع غابر، والغابر الباقي والأغبار بقايا اللبن.

الإعراب

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧)}.

{وَلَقَدْ} (الواو) استئنافية، و {اللام}: موطئة للقسم، {قد}: حرف تحقيق {خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، {مِنْ صَلْصَالٍ}: جار ومجرور متعلق بـ {خَلَقْنَا}. {مِنْ حَمَإٍ}: جار ومجرور، صفة لـ {صَلْصَالٍ}، {مَسْنُونٍ}: صفة {حَمَإٍ}. {وَالْجَانَّ}: منصوب على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا، يفسره المذكور بعده، تقديره: وأنشأنا الجان خلقناه، والجملة المحذوفة معطوفة على جملة: {خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}، {خَلَقْنَاهُ}: فعل وفاعل ومفعول، {مِنْ قَبْلُ}: حال من ضمير {خَلَقْنَاهُ}، والجملة جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب {مِنْ نَارِ السَّمُومِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {خَلَقْنَا}، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، كمسجد الجامع، وصلاة الوسطى.

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٢٩)}.

{وَإِذْ} {الواو}: استئنافية {إذْ}: ظرف لما مضى من الزمان متعلق بمحذوف، تقديره: واذكر، والجملة المحذوفة مستأنفة، {قَالَ رَبُّكَ}؛ فعل وفاعل، {لِلْمَلَائِكَةِ}: متعلق به، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه