الكامن في القلب، يطلق على الشحناء والعداوة والبغضاء والحقد والحسد، فكل هذه الخصال المذمومة داخلة في الغل، لأنها كامنة في القلب.
{عَلَى سُرُرٍ} السرر جمع سرير، وهو مجلس عال رفيع موطأ للسرور، وهو مأخوذ منه؛ لأنه مجلس سرور، قال ابن عباس؛ أي: على سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت، والسرير مثل ما بين صنعاء إلى الجابية اهـ "خازن".
{لَا يَمَسُّهُمْ}؛ أي: لا يصيبهم، {نَصَبٌ}: والنصب الإعياء والتعب، {نَبِّئْ عِبَادِي} تقول أنبأت القوم إنباء ونبأتهم تنبئة إذا أخبرتهم، {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١)} والأفصح في كلمة الضيف أن لا تثنى ولا تجمع حين تستعمل للمثنى والجمع والمؤنث، بل تستعمل بلفظ واحد لكل ذلك.
{لَا تَوْجَلْ} والوجل اضطراب النفس لخوفها من توقع مكروه يصيبها.
{عَلِيمٍ}؛ أي: ذي علم كثير.
{بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ}؛ أي: بالأمر المحقق الذي لا شك في وقوعه، {وَمَنْ يَقْنَطُ} يقال قنط من كذا إذا يئس من حصوله، وفي "المختار": القنوط اليأس، وبابه جلس ودخل وطرب وسلم، فهو قانط وقنوط.
{إِلَّا الضَّالُّونَ} الكفار الذين لا يعرفون كمال قدرته تعالى وسعة رحمته.
{فَمَا خَطْبُكُمْ}؛ أي: أمركم وشأنكم الذي لأجله أرسلتم، {قَدَّرْنَا}؛ أي: قضينا وكتبنا، يقال قضى الله عليه كذا، وقدره عليه أي: جعله على مقدار الكفاية في الخير والشر، وقدر الله الأقوات جعلها على مقدار الحاجة.
{مِنَ الْغَابِرِينَ}؛ أي الباقين مع الكفار ليهلكوا معهم، وأصله من الغبرة، وهي بقية اللبن في الضرع، وفي "المختار": غير الشيء بقي وغبر أيضًا مضى، وهو من الأضداد وبابه دخل.
البلاغة
وقد تضمَّنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: