{وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ} أوحينا {دَابِرَ} آخر {مَقْطُوعٌ}؛ أي: مهلك مستأصل، {أَهْلُ الْمَدِينَةِ} والمدينة هي سذوم على وزن فعول - بالذال المعجمة - مدينة قوم لوط، والاستبشار إظهار السرور، والفضيحة إظهار ما يوجب العار، يقال: فضحه كمنعه يمنعه فضيحة وفضحًا إذا كشف مساويه، وأظهر من أمره ما يلزمه العار بسببه، وفي "المختار": فضحه فافتضح كشف مساويه، وبابه قطع، والاسم الفضيحة والفضوح أيضًا بضمتين اهـ. {وَلَا تُخْزُونِ}؛ أي: لا تذلون، من الخزي وهو الهوان، أو ولا تخجلون فيهم، من الخزاية وهي الحياء اهـ "بيضاوي".
{لعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ} والعمر والعمر بالفتح والضم الحياة، وإذا أريد به القسم تفتح عينه، وقيل والعمر بالفتح لغة في العمر بضمتين، فهما بمعنى واحد، وهو مدة عيش الإنسان؛ أي: مدة حياته في الدنيا، لكن لم يرد القسم في كلام العرب إلا بالضبط الأول؛ أي: فتح اللام وفتح العين المهملة اهـ شيخنا، وفي "السمين": لعمرك مبتدأ محذوف الخبر وجوبًا، و {إِنَّهُمْ} وما في حيزه جواب القسم، تقديره: لعمرك قسمي أو يميني إنهم ... إلخ، والعمر بالفتح والضم هو البقاء، إلا إنهم التزموا الفتح في القسم، قال الزجاج: لأنه أخف عليهم، وهم يكثرون القسم بعمرك، وفي "الدر المنثور" وعمرك بفتح العين وسكون الميم لغة في العمر بضمهما، وهو اسم لمدة عمارة بدن الإنسان بالحياة والروح.
{لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}؛ أي: في غوايتهم وضلالهم يتحيرون، ويقال عمه يعمه من باب تعب، إذا تحير، كما في "المختار".
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} والصيحة الصاعقة، وكل شيء أهلك به قوم فهو صيحة وصاعقة، أخرجه ابن المنذر عن ابن جرير، {مُشْرِقِينَ}؛ أي: داخلين في الشروق وهو بزوغ الشمس وطلوعه، و {السجيل} الطين المتحجر، وهو معرب لا عربيٌّ في المشهور، وفي "القاموس": السجيل كسكيت حجارة كالمدر معرب. سَنْكِ وكل اهـ. {لِلْمُتَوَسِّمِينَ}؛ أي: للمتفكرين، يقال توسمت في فلان كذا؛ أي: