أي: بالمفرق، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}؛ أي: اجهر به، من صدع بالحجة إذا تكلم بها جهارًا، {يَضِيقُ صَدْرُكَ} أن ينقبض من الحسرة والحزن، {السَّاجِدِينَ} المصلين، {الْيَقِينُ} الموت، وسمي به لأنه أمر متيقن لا شك فيه.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الكناية في قوله: {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} لأنه كناية عن مواصلة السير وترك التواني والتوقف؛ لأن من يلتفت لا بد له من أدنى وقفةٍ.
ومنها: ترك الاستثناء هنا، حيث لم يقل: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، اكتفاءً بما قبله وهو قوله:{إِلَّا امْرَأَتَكَ}.
ومنها: الكناية في قوله: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ} كنى به عن عذاب الاستئصال.
ومنها: الجناس الناقص في قوله: {الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ}، وجناس الاشتقاق في قوله:{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ}.
ومنها: إطلاق العام وإرادة الخاص في قوله: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ}؛ لأن الجائي بعضهم لا كلهم.
ومنها: إطلاق الضيف على الملائكة بحسب اعتقاده - عليه السلام - لكونهم في زيِّ الضيف في قوله:{إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي}.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ} حيث استعار السكرة التي هي زوال العقل من الشراب لغوايتهم وضلالتهم، بجامع عدم التمييز بين الصواب والخطأ في كل منهما.
ومنها: الطباق في قوله: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}.
ومنها: الاستعارة في قوله: {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} حيث استعار الإِمام بمعنى