الشيء، والجملة في محل النصب مقولٌ لـ {قُلْ} وجملة {نَقُولَ} مع {أَنْ} المصدرية في تأويل مصدر مرفوع على الخبرية، تقديره: إنما قولنا لشيء وقت إرادتنا إياه قولنا له كن، والجملة الاسمية مستأنفة، {فَيَكُونُ}{الفاء}: عاطفة، {يكون} فعل مضارع تام، وفاعله ضمير يعود على {شيء}، والجملة الفعلية معطوفة على جملة مقدرة تدل عليها الفاء، تقديره: فنقول ذلك فيكون، ويجوز أن يكون جوابًا لشرط محذوف، تقديره: فإذا قلنا ذلك فهو يكون، كذا في "الفتوحات" وغيرها، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} الأساطير جمع أسطورة، كأحاديث جمع أُحدوثة، وأضاحيك جمع أضحوكة، وأعجايب جمع أعجوبة، وأراجيح جمع أرجوحة، وهي الأكاذيب والأباطل والترهات، وقال في "القاموس": الأساطير الأحاديث التي لا نظام لها، جمع إسطار وإسطير بكسرهما وأسطور، وبالهاء في الكل اهـ. {أَوْزَارَهُمْ} والأوزار الآثام، واحدها وزر كأحمال وحمل، والوزر الثقل والحمل الثقيل، {سَاءَ مَا يَزِرُونَ}؛ أي: بئس شيئًا يحملونه، {قَدْ مَكَر} والمكر صرف غيرك مما يريده بحيلة، ويراد به هنا مباشرة الأسباب وترتيب المقدمات.
{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِد}؛ أي: أهلكه وأفناه، كما يقال أتى عليه الدهر، والبنيان البناء يجمع على أبنية، والقواعد جمع قاعدة، وقواعد البيت أساسه، أو أساطينه ودعائمه وعمده، {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ} والسقف يجمع على سقوف، وهو القياس، وعلى سُقُفٍ وسُقْفٍ، وفُعَلٌ وفُعْلٌ، محفوظان في فَعْلٍ، وليسا مقيسين فيه، {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ}؛ أي: تخاصمون وتنازعون الأنبياء وأتباعهم في شأنهم، وأصله أن كلا من المتخاصمين في شق وجانب غير شق الآخر، وعبارة "الخازن": المشاقة عبارة عن كون كل واحد من الخصمين في شقِّ غير شق صاحبه، والمعنى: ما لهم لا يحضرون معكم ليدفعوا عنكم ما نزل بكم من العذاب والهوان اهـ. وأصل الخزي ذل يستحي منه، وأصل {تُشَاقُّونَ} تشاققون بوزن تفاعلون، {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} والسلم بالتحريك الاستسلام؛ أي: فيلقون