للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كمثله شيء، وأنه لا ينبغي أن يكون له شريك، ولا تصح الألوهية إلَّا له.

فصل

روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري: أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ أخي استطلق بطنه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْقِه عسلًا" فسقاه عسلًا ثم جاء فقال: يا رسول الله سقيته عسلًا فما زاده إلا استطلاقًا، قال: "اذهب اسقه عسلًا" فذهب فسقاه عسلًا ثم جاء فقال: يا رسول الله ما زاده ذلك إلا استطلاقًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق الله، وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلًا" فذهب فسقاه عسلًا فبرىء كأنما نُشِط من عقال.

وعلل (١) هذا بعض الأطباء الماضين، قال: كان لدى هذا الرجل فَضُلاتٌ في المعدة، فلما سقاه عسلًا .. تحللت فأسرعت إلى الخروج فزاد إسهاله، فاعتقد الأعرابي أنّ هذا يضره، وهو فائدة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحلل والدفع، وكلما سقاه حدث مثل هذا، حتى اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن، فاستمسك بطنه، وصلح مزاجه، وزالت الآلام والأسقام بإرشاده عليه السلام.

وروى البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسلٍ، أو كيَّة بنار، وأنهى أمتي عن الكَيّ".

وروي عن (٢) عوف بن مالك أنه مرض فقال ائتوني بماء فإن الله تعالى قال: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} ثم قال ائتوني بعسل، وقرأ الآية، ثم قال ائتوني بزيت من شجرة مباركة، فخلط الجميع ثم شربه فشفي، وكان بعضهم يكتحل بالعسل، ويتداوى به من كل سقم، وإذا خلط العسل الذي لم يصبه ماء ولا نار ولا دخان بشيء من المسك واكتحل به .. نفع من نزول الماء في العين،


(١) المراغي.
(٢) روح البيان.