للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ارتفاعًا، وقد كان العلماء قديمًا يعلمون تخلخل الهواء في الطبقات العالية في الجوّ، وهي نظرية لم تدرس في العلوم الطبيعية إلا حديثًا.

وقرأ ابن عامر وحمزة وطلحة والأعمش وابن هرمز (١): {ألم تروا} بتاء الخطاب، وباقي السبعة: بالياء، قال ابن عطية: واختلف عن الحسن وعيسى الثقفي وعاصم وأبي عمرو.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ} التسخير على تلك الصفة {لَآيَاتٍ} ظاهرات تدل على وحدانية الله سبحانه وقدرته الباهرة {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بالله سبحانه، وبما جاءت به رسله من الشرائع، التي شرعها الله تعالى على ألسنتهم - عليهم الصلاة والسلام - أو لقوم يصدقون أنَّ إمساكهن من الله تعالى، فإنه تعالى أعطى الطير جناحًا يبسطه مرة ويكسره مرةً أخرى وأذنابًا خفيفة، وخلق الهواء خلقة رقيقة، يسهل الطيران بسبب خرقه، ولولا ذلك لما أمكن الطيران.

والمعنى: أن في (٢) ذلك التسخير في الجو والإمساك فيه لدلالات على أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه لا حظَّ للأوثان والأصنام في الألوهية لمن يؤمن باللهِ، ويقر بوجدان ما تعاينه أبصارهم، وتحسه حواسهم، وخصص هذه الآيات بالمؤمنين لأنهم هم المنتفعون بها، وإن كانت هي آيات لجميع العقلاء.

الإعراب

{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥)}.

{وَاللَّهُ}: مبتدأ، وجملة {أَنْزَلَ} خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، {مِنَ السَّمَاءِ}: متعلق بـ {أَنْزَلَ}، {مَاءً}: مفعول به لـ {أَنْزَلَ}، {فأحيا} {الفاء}: حرف عطف وتعقيب، {أحيا}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}، والجملة الفعلية في محل الرفع معطوفة على جملة {أَنْزَلَ}، {بِهِ} متعلق بـ


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.