للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد {حَتَّى} بمعنى إلى، وفاعله ضمير يعود على الله، {رَسُولًا} مفعول به، والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور بـ {حَتَّى} بمعنى إلى تقديره؛ وما كنا معذبين إلى بعثنا رسولا. الجار والمجرور متعلق بـ {مُعَذِّبِينَ}.

التصريف ومفردات اللغة

{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ} {سُبْحانَ} مصدر سماعي لسبح المشدد؛ أو اسم مصدر له، أو مصدر قياسي لسبح المخفف، فإنّه يقال: سبح في الماء، وفيه: معنى البعد، والتنزيه، فيه بعد عن النقائص، وعلى كل، فهو علم جنس للتنزيه، والتقديس، ويقال: أسرى وسرى بمعنى سار في الليل، وهما لازمان، لكن مصدر الأول: الإسراء، ومصدر الثاني: السُّرى بضم السين كهدى، فالهمزة ليست للتعدية إلى المفعول، وإنما جاءت التعدية هنا من الباء، ومعنى أسرى به صيّره ساريًا في الليل {الْكِتابَ} هو التوراة {وَكِيلًا}؛ أي: كفيلًا تكلون إليه أموركم {شَكُورًا}؛ أي: كثير الشكر {وَقَضَيْنا}؛ أي: أعلمنا بالوحي {لَتَعْلُنَّ}، أي لتستكبرن عن طاعة الله.

{مَرَّتَيْنِ} والمرتان: تثنية مرة، وهي الواحدة من المر؛ أي المرور على حد قوله: وفعلة لمرة كجلسة، وفي «القاموس»: مرّ مرًا، ومرورًا جاز وذهب كاستمر ومره جاز عليه، والمرة: الفعلة الواحدة، والجمع مرّ بالضم، ومرار بالكسر، ومرر كعنب، ولقيه ذات مرة لا يستعمل إلا ظرفًا، وذات المرار؛ أي: مرارًا كثيرة، وجئته مرًا، أو مرين؛ أي: مرة أو مرتين اهـ.

{وَعْدُ أُولاهُما}، والوعد الموعود به، وهو العقاب، فهو مصدر واقع موقع مفعول، وتركه الزمخشريّ على حاله، لكن بحذف مضاف؛ أي: وعد عقاب أولاهما اهـ سمين {فَجاسُوا}، وفي «القاموس» الجوس بالجيم طلب الشيء بالاستقصاء، والتردد خلال الديار، والبيوت، والطواف فيها كالجوسان، والاجتياس وبابه قال: اهـ ثم قال: والحوس بالحاء المهملة: الجوس اهـ وفي «السمين» {فَجاسُوا} عطف على {بَعَثْنا}، أي: ترتب على بعثنا إياهم هذا و (الجوس) بفتح