للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القيامة، ونحو الآية قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)} وقوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥)} وقوله: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤)} قال الحسن: المراد تقريب وقت البعث، فكأنك بالدنيا، ولم تكن، وبالآخرة، ولم تزل.

الإعراب

{وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا (٣٤)}.

{وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ} فعل وفاعل، ومفعول مجزوم بـ {لا} الناهية، والجملة معطوفة على جملة قوله: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ} {إِلَّا} أداة استثناء، مفرغ من أعم الأحوال؛ أي لا تقربوه بحال من الأحوال إلا بالخصلة، أو الطريقة التي هي أحسن، وهي حفظه وصيانته، واستغلاله لمصلحة اليتيم {بِالَّتِي} جار ومجرور، متعلق بـ {تَقْرَبُوا} {هِيَ أَحْسَنُ} مبتدأ وخبر، والجملة صلة الموصول {حَتَّى} حرف جر، وغاية {يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} فعل ومفعول منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد {حَتَّى} الجارة، وفاعله ضمير يعود على {الْيَتِيمِ} والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور بـ {حَتَّى} بمعنى إلى تقديره: إلى بلوغه أشده الجار والمجرور متعلق بـ {تَقْرَبُوا}، أو متعلق بما فهم من الاستثناء، من جواز قربانه، تقديره: فأقربوه (١) بالخصلة التي هي أحسن، إلى أن يبلغ أشده، فلا تقربوه بعد ذلك، لأن التّصرّف له حينئذ، {وَأَوْفُوا} فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة {وَلا تَقْرَبُوا}. {بِالْعَهْدِ} جار ومجرور متعلق بـ {أَوْفُوا} {إِنَّ الْعَهْدَ} ناصب واسمه {كانَ مَسْؤُلًا} فعل ناقص، وخبره واسمه ضمير مستتر فيه يعود على العهد، وجملة {كانَ} في محل الرفع خبر {إِنَّ} وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.


(١) الفتوحات.