للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ} والغسق: دخول أول الليل، قاله ابن شميل، وقيل: هو سواد الليل وظلمته، وأصله من السيلان، يقال: غسقت العين؛ أي: سال دمعها فكأنّ الظّلمة تنصب على العالم، وتسيل عليهم، ويقال: غسقت العين امتلأت دمعًا، وغسق الجرح امتلأ دمًا، فكأنّ الظلمة ملأت الوجود، وسالت عليهم، ويقال: غسق الليل، وأغسق، وظلم وأظلم، ودجى، وأدجى، وغبش وأغبش نقله الفراء اهـ «سمين».

{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا}؛ أي: إنّ صلاة الصبح تشهده شواهد القدرة، وبدائع الحكمة، وبهجة العالم العلويّ والسفليّ فمن ظلام حالك، أزاله ضوء ساطع، ونور باهر، ومن نوم وخمود إلى يقظة، وحركة وسعي إلى الأرزاق، فسبحان الواحد الخلاق، فهل هناك منظر أجمل في نظر الرّائي من ظهور ذلك النور، ينفلت من خلال الظلام الدامس يدفعه بقوّة ليضيء العالم، بجماله، ويقظة النوام، وحركتهم على ظهر البسيطة، وقد كانوا في سكون، فهي حياة متجددة بعد موت، وغيبوبة للحواسّ {فَتَهَجَّدْ} التهجد الاستيقاظ من النوم للصلاة {نافِلَةً}؛ أي: فريضةً زائدةً على الصلوات الخمس المفروضة عليك، والمعروف في كلام العرب: أن الهجود عبارة عن النوم، بالليل، يقال: هجد فلان، إذا نام بالليل، ثم لما رأينا في عرف الشرع، أنّه يقال لمن انتبه بالليل من نومه، وقام إلى الصلاة: إنه متهجّد وجب أن يقال: سمي ذلك متهجدًا من حيث إنه ألقى الهجود اهـ. وفي «السمين»: والتهجد ترك الهجود، وهو النّوم وتفعّل يأتي للسلب نحو تحرّج، وتأثّم اهـ.

والمقام المحمود: مقام الشفاعة العظمى، حين فصل القضاء حيث لا أحد إلّا، وهو تحت لوائه - صلى الله عليه وسلم - {مُدْخَلَ صِدْقٍ} و {مُخْرَجَ صِدْقٍ} المدخل والمخرج بضم الميم، فيهما مصدران ميميان بمعنى الإدخال، والإخراج، فهما كالمجرى، والمرسى وإضافتهما للبيان، أو من إضافة الموصوف إلى صفته، اهـ «سمين». وفُسِّر الصدق بالمرضى، لأنَّ الصّدق من أوصاف العقلاء، فإذا وصف به غيرهم كان دالًا على أنه مرضي اهـ «شهاب». {سُلْطانًا نَصِيرًا} والسلطان الحجة البينة