ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيءٍ نحته عن يديهِ المقاديرُ
أي: نحَّته بشد الحاء فخفف.
{عَلى آثارِهِمْ}؛ أي: من بعدهم؛ أي: من بعد توليهم عن الإيمان، وتباعدهم عنه.
{صَعِيدًا}؛ أي: ترابًا، أو فتاتًا يضمحلُّ بالرياح، لا اليابس الذي يرسب. {جُرُزًا} بضمتين والجرز: الذي لا نبات فيه فهو حائل البهجة، باطل الزينة، ويقال (١): سنة جرزٌ، وسنون أجرازٌ لا مطر فيها، وأرضٌ جرز، وأرضون أجرازٌ لا نبات بها، وجرزت الأرض إذا ذهب نباتها بقحط، أو جراد، وجرز الجراد الأرض أكل ما فيها، والجروز المرأة الأكولة: قال الرّاجز:
{أَمْ حَسِبْتَ} أم: حرف يدل على الانتقال من كلامٍ إلى آخر. وهو بمعنى {بل}، وهمزة الاستفهام الإنكاري؛ أي: بل أحسبت والخطاب في الظاهر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد غيره كما سبق نظيره.
{أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ} والكهف النَّقبُ المُتَّسع في الجبل فإن لم يكن متّسعًا، فهو غار، والجمع كهوف في الكثرة، وأكهف في القلّة {وَالرَّقِيمِ} لوح حجري رقمت فيه أسماؤهم كالألواح الحجرية المصرية، التي يذكر فيها تاريخ الحوادث، وتراجم العظماء، وفي «القاموس» الرّقيم: الكتاب المرقوم، ورقم يرقم من باب نصر الكتاب بيّنه، وأعجبه بوضع النقط، والحركات، وغير ذلك ورقم الثوب خططه، والبعير كواه، والخبز نقشه، ويقولون: فلانٌ يرقم على الماء لمن يكون ذا حذق في الأمور.
{عَجَبًا} والعجب: كل ما يتعجب منه لحسنه، أو قبحه، والتعجب انفعال يحدث في النفس، عند الشعور بأمرٍ خفي سببه، ولهذا يقال: إذا ظهر السّبب