بطل العجب، ولا يطلق على الله أنه متعجب إذ لا شيء يخفى عليه. {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ}، أي نزلوه، وسكنوه، والتجؤا إليه، يقال: أوى إلى منزله من باب شرب إذا نزله بنفسه، وسكنه، والمأوى لكل حيوان سكنه. اهـ من «المصباح» و «القاموس».
والفتية جمع فتيّ كصبي وصبية اهـ «بيضاوي» وفي «المصباح» مثله، وفي «القاموس» وفتيٌ كغني، الشاب من كل شيء اهـ. وقد كانوا من أبناء أشراف الروم، وعظمائهم لهم أطواق وأسورة من الذهب. {وَهَيِّئْ لَنا}؛ أي: يسر لنا {رَشَدًا}: والرشد بفتحتين، وضم فسكون: الهداية إلى الطّريق الموصل للمطلوب {فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ}؛ أي: أنمناهم نومًا شديدًا من ضربت على يده، إذا منعته من التصرف، وإرادة هذا المعنى على طريق الاستعارة التبعية، كما سيأتي في مبحث البلاغة {عَدَدًا}؛ أي: ذوات عدد، والمراد: التكثير؛ لأن القليل لا يحتاج إلى العد غالبًا.
{ثُمَّ بَعَثْناهُمْ}؛ أي: أيقظناهم، وأثرناهم من نومهم {أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} والحزبان: هما الحزب القائل: لبثنا يومًا، أو بعض يوم، والحزب القائل: ربكم أعلم بما لبثتم.
{أحصى أمدا} فعل ماض لا اسم تفضيل، كما قيل: يقال: أحصى الشيء إذا حفظه، وضبطه، قال الزمخشري: فإن قلت فما تقول فيمن جعله أفعل التفضيل؟
قلت: ليس بالوجه السديد، وذلك أن بناءه من غير الثلاثي ليس بقياس اهـ. والأمد مدّةٌ لها حد ونهاية، {نَبَأَهُمْ} النّبأ الخبر العظيم {بِالْحَقِّ}، أي: بالصدق {وَرَبَطْنا} والربط: الشدُّ، وربطت الدابة: شددتها بالرباط، والمربط الحبل، وربط الله على قلبه؛ أي: قوّى عزيمته {إِذْ قامُوا}؛ أي: وقفوا بين يدي ملكهم الجبار، دقيانوس {إِلهًا}؛ أي: معبودًا آخر لا استقلالًا، ولا اشتراكًا، شَطَطًا وقال الفراء: إشتط في الشؤم جاوز القدر، وشط المنزل إذا بعد شطوطًا، وشط الرجل، وأشط جار، وشطّت الجارية شطاطًا، وشطاطة طالت.