للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مِنْ} زائدة بدليل سقوطها في سورة {هَلْ أَتى} {وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} وقيل:

ابتدائية، وأساور جمع أسورة، وهي جمع سوار، وهي زينة تلبس في الزند من اليد، وهي من زينة الملوك، يعني في الزمن الأول، وتنكيرها لتعظيم حسنها، قال في «بحر العلوم» (١): وتنكير أساور للتكثير والتعظيم، {مِنْ ذَهَبٍ} {مِنْ} بيانية صفة لأساور، وتنكيره لتبعيده من الإحالة به، وظاهر (٢) الآية: أنها جميعها من ذهب، وجاء في آية أخرى {مِنْ فِضَّةٍ}، وفي أخرى {مِنْ ذَهَبٍ}، ولؤلؤ فيجمع بينها بأنهم يحلون بالأساور الثلاثة، إما على سبيل المعاقبة، أو على سبيل الجمع كما تفعله نساء الدّنيا، فيكون في الواحد منهم سوار من ذهب، وآخر من فضة، وآخر من لؤلؤ، وقرأ أبان عن عاصم، من: {أسوره} من غير ألف، وبزيادة هاء، وهو جمع سوار.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء» أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما.

٤ - {وَيَلْبَسُونَ} فيها {ثِيابًا خُضْرًا}؛ أي: ذوات خضرة؛ لأن (٣) الخضرة أحسن الألوان، وأكثرها طراوة، وأحبها إلى الله تعالى، ولأنها هي اللون الموافق للبصر، وقرأ أبان: {ويلبسون} بكسر الباء وعبارة «المراغي» هنا: واختير اللون الأخضر، لأنه أرفق بالأبصار، ومن ثمّ جعله الله لون النبات والأشجار، وجعل لون السماء الزرقة؛ لأنه نافع لأبصار الحيوان أيضًا، وقد قالوا: أربعة مذهبة للهم والحزن: الماء، والخضرة، والبستان، والوجه الحسن، {مِنْ سُنْدُسٍ} بيان لتلك الثياب، صفة لها، وهو ما رق من الديباج {وَإِسْتَبْرَقٍ} وهو ما غلظ منه، والدّيباج: الثوب الذي سداه ولحمته إبريسم وحرير، وإنما جمع بين النوعين للدلالة على أن لبسهما مما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، وقرأ ابن محيصن: {واستبرقَ} بوصل الألف وفتح القاف حيث وقع جعله فعلًا ماضيًا على وزن استفعل من البريق، ويكون استفعل فيه موافقًا للمجرد الذي هو برق، ذكره في «البحر».


(١) روح البيان.
(٢) السمرقندي.
(٣) المراغي.