أحد، فيكتب ما لم يعمل من السيئات، أو يزيد في عقابه الملائم لعمله، فيكون إظهارا لمعدلة القلم الأزلي. بل يعفو (١) ويصفح، ويغفر ويرحم، ويعذب من يشاء بحكمته وعدله، فإنه سبحانه وعد بإثابة المطيع، وتعذيب العاصي بمقدار جرمه من غير زيادة، وإنه قد يغفر له ما سوى الكفر، ومن ثم لا يعذب أحدًا بما لم يعمله، ولا ينقص ثواب ما عمله مما أمر به وارتضاه، ولا يزيد في عقابه الملائم لعمله الذي نهى عنه، ولم يرتضه.
وخلاصة ذلك: أن الجزاء نتيجة العمل، والعمل مرسوم في قوالب حافظة له، فليس يمكن رفعه، ولا دفعه، ولا يكون الجزاء عليه ظلما، كما لا تعد التخمة بعد الأكل الكثير ظلمًا، ولا المرض بعد الشرب من الماء الآسن المملوء بالجراثيم والأدران ظلمًا، وإنما تلك مسببات لأسباب كلّ عاقل يعلم أنّها نتيجة حتمية لها.
{وَاضْرِبْ}{الواو}: استئنافية، {اضْرِبْ}: فعل أمر وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة {لَهُمْ}: متعلق بـ {اضْرِبْ}{مَثَلًا}: مفعول ثان لـ {اضْرِبْ} لأنه بمعنى اجعل {رَجُلَيْنِ}: مفعول أول له؛ أي: واجعل رجلين مثلًا، وشبها لهم، وفي «روح البيان»{مَثَلًا رَجُلَيْنِ} مفعولان لـ {اضْرِبْ} أولهما ثانيهما، لأنه المحتاج إلى التفصيل والبيان اهـ {جَعَلْنا}: فعل وفاعل {لِأَحَدِهِما}: مفعول ثان لـ {جَعَلْنا}{جَنَّتَيْنِ}: مفعول أول له {مِنْ أَعْنابٍ}: صفة لـ {جَنَّتَيْنِ}،