٣ - أنها مبنية على السكون بخلاف عند فإنها معربةٌ دائمًا.
٤ - جواز إضافتها إلى الجمل.
٥ - جواز إفرادها قبل غدوة.
٦ - أنها لا تقع إلّا فضلة بخلاف عند، فإنها قد تقع عمدة، وقال بعضهم: إنّ {عند} في لسان العرب لما ظهر، ولدن، لما بطن، فيكون المراد بالرحمة: ما ظهر من كراماته، وبالعلم الباطن الخفي المعلوم قطعًا بأنّه خاص.
{فِي السَّفِينَةِ} السفينة معروفة، وتجمع على سفن، وعلى سفائن، وتحذف التاء فيقال: سفينة، وسفينٌ، وهو مما بينه وبين مفرده تاء التأنيث، وهو كثير في المخلوق، نادر في المصنوع نحو عمامة وعمام، وقال الشاعر:
متى تأته تأت لُجَّ بحرٍ ... تقاذف في غواربه السَّفين
ذكره في «البحر المحيط».
{الرشد} - بضم فسكون وبفتحتين - إصابة الخير والإحاطة بالشيء معرفته معرفة تامة، والخبر المعرفة {ذِكْرًا}؛ أي: بيانًا {إِمْرًا} بكسر الهمزة؛ أي: منكرًا من أمر الأمر إذا أنكر أو من أمر بمعنى كثر {لا تُرْهِقْنِي}؛ أي: لا تحملني {عُسْرًا}، والعسر: ضد اليسر، وهو المشقة {زَكِيَّةً}؛ أي: طاهرة من الذنوب، {بِغَيْرِ نَفْسٍ}؛ أي: بغير حق قصاص لك عليها، {نُكْرًا} والنكر: المنكر الذي تنكره العقول، وتنفر منه النفوس.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: إطلاق الفتى على الخادم في قوله: {لِفَتاهُ} لأنه حقيقة في الرجل الشابّ، أو العبد.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {لا أَبْرَحُ} لأن فيه حذف خبر برح الناقصة اعتمادًا على قرينة الحال؛ تقديره: لا أبرح سائرًا.