للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} لأن مضى حقيقة في نفوذ الأمر، فاستعارهُ للسير والذهاب.

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ} لأن الرؤية هنا مستعارة للمعرفة التامة، والمشاهدة الكاملة، فهي استعارة تصريحية تبعية؛ لأنها أجريت في فعل، وقد حذف المشبه، وأقيم المشبه به مقامه، شبهت المعرفة التامة، بالرؤية، فاستعير اسم المشبه به الذي هو الرؤية للمشبه الذي هو المعرفة التامة، ثم اشتق من الرؤية بمعنى المعرفة {أَرَأَيْتَ} بمعنى أعرفت، وشاهدت على طريق الاستعارة، التصريحية التبعية.

ومنها: الاستعارة في قوله: {سَرَبًا} لأنه حقيقة في الحفيرة تحت الأرض، ثمّ استعير لمسلك الحوت في الماء، بجامع النفوذ في كل.

ومنها: الطباق بين {نَسِيتُ} {واذكر}.

ومنها: التنكير للتفخيم في قوله: {فَوَجَدا عَبْدًا}.

ومنها: الإضافة للتشريف في قوله: {مِنْ عِبادِنا}.

ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً}، والتقريري في قوله: {أَلَمْ أَقُلْ}.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. وإليه المرجع والمآب، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا (١).


(١) وكان الفراغ من تسويد هذا المجلد السادس عشر - ولله الحمد - أوائل ليلة الخميس الليلة الخامسة من شهر صفر من شهور سنة اثنتي عشرة وأربع مئة وألف من سني الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة، وأزكى التحية، ويتلوه المجلد السابع عشر بحول الله تعالى وقوته، وتيسيره نسأل الله تعالى الإعانة لنا على التمام والإكمال، كما أعان على الابتداء والافتتاح، والحمد لله أولًا وآخرًا حمدًا يوافي نعمه ويكافىء مزيده، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
قد تم تصحيحه بيد مؤلفه في تاريخ ١٣/ ٥/ ١٤١٦ هـ.