وإكرامي من حفي بكذا حفاوةً، إذا اعتنى به وبالغ فى إكرامه اهـ. شيخنا. وفي "المختار" حفي به بالكسر حفاوةً بفتح الحاء فهو حفي، أي: بالغ في إكرامه وإلطافه والعناية بأمره، والحفي أيضًا المستقصى فى السؤال، ومن الأول قوله:{إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} ومن الثاني قوله تعالى: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} اهـ. {وَأَعْتَزِلُكُمْ}؛ أي: أترككم بالارتحال من بلادكم، وقد فعل وارتحل من بابل إلى الأرض المقدسة، وفي "القاموس" وبابل كصاحب: موضع بالعراق، وفيه أيضًا وكوثى بالضم بلدة بالعراق اهـ.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
ومنها: التعبير بالماضي عما في المستقبل في قوله: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} وقوله: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا}؛ إشارةً إلى تحقق وقوعه.
ومنها: التعريض في قوله: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ} إن قلنا إن الألف واللام فيه للجنس؛ لأن فيه تعريضاً باللعنة على متَّهمي مريم وأعدائها من اليهود؛ لأن المعنى حينئذ وجنس السلام عليَّ خاصةً فقد عرَّض بأن ضده عليكم ونظيره قوله تعالى:{وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} اهـ "سمين" وقيل: التعريف فيه للعهد لأنه قد تقدم لفظه في قوله: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ} كما مر في مبحث التفسير.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} إيذانًا بكفرهم جميعًا، وإشعارًا بعلة الحكم، كما في "أبي السعود" لأن حق المقام أن يقال فويل لهم؛ أي: للأحزاب المختلفين فيه.
ومنها: التعجب في قوله: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}.