للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أفرد كل رسول من رسله العشرة الذين سبق ذكرهم بالثناء عليه بما هو جدير به .. أردفه بذكر بعض ما جازاهم به من النعم، فقد هداهم إلى سبل الخير واصطفاهم من سائر خلقه.

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ....} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر حزب السعداء وهم الأنبياء، ومن تبعهم بإحسان ممن قاموا بحدود الدين، فاتبعوا أوامره وأدوا فرائضه، وتركوا نواهيه .. أردف هذا بذكر من خلفهم ممن أضاعوا واجباته، وأقبلوا على شهوات الدنيا ولذاتها، وأعقب هذا بذكر ما ينالهم من النكال والوبال في الآخرة، إلا من تاب وأناب فإن الله يقبل توبته، ويحسن عاقبته، ويجعله من ورثة جنة النعيم، ولا ينقصه شيئًا من جزاء أعماله.

قوله: {جَنَّاتِ عَدْنٍ ....} الآية، مناسبتها لما قبلها؛ لما ذكر سبحانه أنه يدخل التائبين الجنة .. وصف هذه الجنة بجملة أوصافٍ كلها غاية في تعظييم أمرها، وشريف قدرها، وجليل خطرها.

قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قصص الأنبياء - عليهم السلام - تثبيتًا له - صلى الله عليه وسلم - وأعقبه بذكر ما أحدثه الخلف بعدهم، وذكر جزاء الفريقين .. أعقب ذلك بقصص تأخر نزول جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ زعم المشركون أن الله ودَّعه وقلاه، وقد رد عليهم زعمم وأبان لهم أن الأمر على غير ما زعموا.

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (١) أمر بالعبادة، والمصابرة عليها، على ما فيها من مشاق وشدائد .. أبان فائدة ذلك وهي أنها تنجيهم يوم الحشر {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)}


(١) المراغي.