ومنها: المقابلة اللطيفة بين المتقين والمجرمين، وبين حال الأبرار والأشرار في قوله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)}، وقوله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)}.
ومنها: الجناس الناقص بين قوله: {وَفْدًا}{وِرْدًا} لاختلاف الحرف الثاني.
ومنها: اللف والنشر المرتب في قوله: {شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا} حيث رجع الأول إلى {خَيْرٌ مَقَامًا} والثاني إلى {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.
ومنها: الطباق بين {خَيْرٌ} و {شَرٌّ}.
ومنها: التكرار فقد تكرر ذكر الرحمن كما قلنا ست عشرة مرة في هذه السورة معظمها في خواتيمها، والفائدة فيه: أنه هو الرحمن وحده لا يستحق هذا الاسم غيره، وخلق لهم جميع متطلباتهم التي بها قوام معايشهم، فهل اعتبر الإنسان أم لا يزال الغطاء مسدولاً على عينيه، والوقر يغشي أذنيه فمن أضاف إليه ولدًا، جعله كالأناس المخلوقة وأخرجه بذاك عن استحقاق هذا الاسم الجدير به وحده.
ومنها: الإلتفات في قوله: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩)} إلتفت من الغيبة إلى الخطاب، لمشافهتهم بالأمر المنكر الذي اجترحوه، والبدع العجيب الذي ارتكبوه.
ومنها: الاستفهام التعجبي في قوله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} والاستفهام التقريري في قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ}.