للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من موسى سنًا، وقدم موسى على سقط من الطب فألحقه هارون في الأعراف، لأجل الفواصل أيضًا، ولكون موسى هو المنسوب إليه العصا التي ظهر فيها ما ظهر من الإعجاز.

ومعنى إضافة الرب إليهما، أنه هو الذي يدعوان إليه، وأجرى ما أجرى على يديهما، وقالوا (١) رب هارون وموسى، ولم يكتفوا بقولهم: رب العالمين، للنص على أنهم آمنوا برب هذين، وكان فيما قيل: يزعم أنه رب العالمين، كما قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} روي أن رئيسهم قال: كنا نغلب الناس، وكانت الآلات تبقى علينا، فلو كان هذا سحرًا، فأين ما ألقيناه من الآلات، فاستدل بتغير أحوال الأجسام على الصانع العالم القادر، وبظهور ذلك على يد موسى على صحة رسالته، فتابوا وأتوا بنهاية الخضوع، وهو السجود، قال (٢) جار الله: ما أعجب أمرهم: ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رؤوسهم للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين. اهـ روي عن ابن عباس أنه قال: كانوا أول النهار سحرةً، وفي آخره شهداء بررةً، وروى عنه عكرمة: أنه قال: كان السحرة سبعين رجلًا، أصبحوا سحرةً، وأمسوا شهداء.

الإعراب

{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤)}.

{اذْهَبْ}: فعل أمر، وفاعله: ضمير يعود على {مُوسَى}. {أَنْتَ}: ضمير منفصل مؤكد لضمير الفاعل المستتر {وَأَخُوكَ}: معطوف على ضمير الفاعل المستتر في الفعل، وعلامة رفعه (الواو) والجملة: مستأنفة، مسوقة لتقرير المراد بالاصطناع {بِآيَاتِي}: جار ومجرور، حال من ضمير الفاعل وما عطف عليه و (الباء): للمصاحبة؛ أي: حالة كونكما مصحوبين {بِآيَاتِي}: ومعتصمين بها، وليست الباء للتعدية؛ لأن المراد إظهار الآيات للناس، لا مجرد الذهاب إلى


(١) روح البيان.
(٢) الكشاف.