للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الزمخشري؛ أي: ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا أمرنا؛ أي: لو ملكنا أمرنا، وخلينا ورأينا .. ما أخلفناه، ولكن غلبنا من جهة السامري وكيده.

واختلف فيمن قال هذا لموسى على قولين (١):

أحدهما: أنهم الذين لم يعبدوا العجل.

والثانى: عابدوه. {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا}؛ أي: ولكنا أمرنا أن نحمل {أَوْزَارًا} وأحمالاً {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ}؛ أي: من حلي القوم القبطيين، التي استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر باسم العرس، وفي الواقع: ليس للعرس؛ أي أمرنا موسى باستعارتها من آل فرعون، والخروج بها، وأوهموهم أنهم يجتمعون في عيد لهم، أو وليمة، والأوزار: الأثقال أو الآثام، سمي به ما استعاروه من القبط لثقله، أو لسبب أنهم أثموا في ذلك باتخاذها عجلًا، أو بعدم ردهم العارية إلى أصحابها، وقيل: الأوزار: هو ما أخذوه من آل فرعون لما قذفهم البحر إلى الساحل، وسميت أوزارًا؛ أي: آثامًا؛ لأنه لا يحل لهم أخذها، ولا تحل لهم الغنائم في شريعتهم وقرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ورويس، وشيبة، وحميد، ويعقوب: {حُمِّلْنَا} بضم الحاء وكسر الميم المشددة، وقرأ أبو رجاء: {حملنا} بضم الحاء وكسر الميم المخففة، وقرأ الأخوان: الكسائي، وحمزة، وأبو عمرو، وابن محيصن {حملنا} بفتح الحاء والميم مخففة، واختار هذه القراءة أبو عبيد، وأبو حاتم؛ لأنهم حملوا حلية القوم معهم باختيارهم، وما حملوها كرهًا {فَقَذَفْنَاهَا}؛ أي: فطرحنا تلك الزينة والحلي في النار، أو في (٢) الحفيرة، أوقدت فيها النار طلبًا للخلاص من إثمها، وكان أشار عليهم بذلك السامري، فحفرت حفرة وسجرت فيها النار، وقذف كل من معه شيء ما عنده من ذلك في النار، وقذت السامري ما معه فيها، وقيل: المعنى طرحناها إلى السامري لتبقى لديه حتى يرجع موسى فيرى في رأيه.


(١) زاد المسير.
(٢) البحر المحيط.