التصغير، فكنت تقول: سؤيي، والأجود أن يكون تصغير سواءٍ، كما قالوا في عطاءٍ عطي، ومن قرأ {السوأى} أو {السوء} كان في ذلك مقابلةً لقوله: {وَمَنِ اهْتَدَى} وعلى قراءة الجمهور لم تراع المقابلة في الاستفهام.
والمعنى (١): قل أيها الرسول الكريم لهؤلاء المشركين بالله: كلنا منتظر لمن يكون الفلاح له، وإلام أمرنا وأمركم فتربصوا وارتقبوا، فستعلمون من أهل الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، إذا جاء أمر الله وقامت القيامة، أنحن أم أنتم، وستعلمون من المهتدي الذي هو على سنن الطريق المقاصد، ونحو الآية قوله تعالى:{وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} وقوله: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦)} ولا يخفى ما بين بداية السورة وخاتمتها من المناسبة، فإنها بُدئت ببيان أن القرآن قد أنزل لتحمل تعب الإبلاغ، وحيث قد بلغت فلا عليك، وختمت بطلب الإقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى قدر الطاقة، وأمر أهله بالصلاة، وترك الذين لا يُنجح فيهم الإنذار، فإنه تذكره لمن يخشى، ويندم المخالف حيث لا ينفع الندم.
{وَلَقَدْ} الواو: استئنافية و (اللام): موطئة للقسم {قد}: حرف تحقيق {عَهِدْنَا}: فعل وفاعل {إِلَى آدَمَ}: متعلق به {مِنْ قَبْلُ}: جار ومجرور ومتعلق بـ {عَهِدْنَا} أيضًا، أو حال من {آدَمَ} والجملة الفعلية: جواب القسم، وجملة القسم: مستأنفة مسوقة لتقرير مساوىء النسيان، الذي هو صنو الجهل، وقرينه، ولذلك يجب التحوط عنه، والدعاء دائمًا، لقوله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}{فَنَسِيَ}(الفاء) عاطفة {نسي}: فعل ماض، وفاعله: ضمير يعود على {آدَمَ} والجملة: معطوفة على جملة {عَهِدْنَا}{وَلَمْ نَجِدْ}(الواو): عاطفة {لم نجد}: جازم ومجزوم، وفاعله: ضمير يعود على الله، تقديره: نحن {لَهُ}: جار