السرف تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر.
{وَكَمْ قَصَمْنَا}{كم} كلمة تفيد تكثير وقوع ما بعدها، والقصم هو الكسر بتفريق الأجزاء، وإذهاب التئامها، والقصم، أبلغ من الكسر. وفي "القاموس": قصم من باب ضرب قصماً الشيء إذا كسره، وقصم الرجل أهلكه، ويقال: قصم الله ظهر الظالم؛ أي أنزل به البلية {وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا} والإنشاء والاختراع، والتكوين، والتخليق، والإيجاد، أسماء مترادفة يراد بها معنى واحد، وهو إخراج المعدوم من العدم إلى الوجود، كما في "بحر العلوم". قال الراغب: الانشاء إيجاد الشيء وتربيته، وأكثر ما يقال ذلك في الحيوان كما في هذه الآية {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا} والإحساس الإدراك بالحاسة؛ أي: أدركوا بحاسّة البصر عذابنا الشديد، والبأس الشدة والمكروه، والنكاية، {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} والركض: ضرب الدابة بالرجل، يقال: ركض الدابة يركضها ركضاً من باب قتل، إذا ضربها برجله، والركض هنا، كناية عن الهرب والفرار، ويقال: ركض الرجل الفرس برجليه إذا كدّه بساقيه، ثم كثر حتى قيل: ركض الفرس إذا عدا، فمتى نسب إلى الراكب: فهو إعداء مركوبه نحو ركضت الفرس، ومتى ما نسب إلى الماشي، فوطىء الأرض، ومنه {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}{إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ} يقال: أترفته النعمة أطغته، وأترف فلان أصر على البغي، والإتراف إبطار النعمة، يقال: أترف فلان؛ أي: وسع عليه في معاشه، وقيل فيه همه {حَصِيدًا} فعيل بمعنى مفعول، يستوي فيه الواحد وغيره، وحصد يأتي من باب ضرب، ونصر، والكلام على التشبيه البليغ؛ أي كالزرع المحصود بالمناجل {خَامِدِينَ}؛ أي: كالنار التي خمدت، وانطفأت، يقال: خمدت النار إذا انطفأ لهبها، والكلام على التشبيه البليغ أيضًا، يقال: خمدت النار وهمدت، كل منهما من باب دخل، لكن الأول عبارة عن سكون لهبها مع بقاء الجمر، والثاني: عبارة عن ذهابها بالكية حتى تفسير رمادًا اهـ "فتوحات".
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ} الخلق أصله: التقدير المستقيم، ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل، ولا احتذاء {لَاعِبِينَ} واللعب الفعل الذي لا يقصد به مقصد صحيح، واللهو: الفعل الذي يفعل ترويحًا عن النفس، ومن ثم تسمى المرأة والولد لهوًا؛ لأنه يستروح بكل منهما. ويقال لامرأة الرجل وولده: