معرفتان بنية الإضافة، ولذلك يأتي الحال منهما في نحو قولهم: مررت بكل قائمًا، وببعض جالسًا، وأصل صاحب الحال التعريف. وذهب الفارسي: إلى أنهما نكرتان، وألزم من قال بتعريفهما أن يقول: إن نصفًا وسدسًا وثلثًا وربعًا ونحوها، معارف؛ لأنها في المعنى مضافات، وهي نكرات بإجماع. وردّ بأن العرب، تحذف المضاف وتريده، وقد لا تريده، ودل مجيء الحال بعد كل وبعض على إرادته. بقي هنا سؤال واحد، وهو: لم أتى بصيغة الجمع في قوله: {يَسْبَحُونَ} مع أن مرجع الضمير اثنان فقط، وهو الشمس والقمر؟
والجواب: أن الضمير عائد عليهما مع الليل والنهار، وذلك لأن الليل والنهار يسبحان أيضًا؛ لأن الليل ظل الأرض، وهو يدور على محيط كرة الأرض، على حسب دوران الأرض، وكذلك النهار يدور أيضًا؛ لأنه يخلف الليل في المحيط.
{وَمَا}: {الواو}: استئنافية، {ما}: نافية. {جَعَلْنَا} فعل وفاعل. {لِبَشَرٍ} جار ومجرور في محل نصب، مفعول ثان. و {مِنْ قَبْلِكَ} صفة {لِبَشَرٍ}{الْخُلْدَ}: مفعول {جَعَلْنَا} الأول، والجملة الفعلية مستأنفة، مسوقة لتقرير عدم خلود البشر. {أَفَإِنْ} الهمزة: للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف، و (الفاء): عاطفة على ذلك المحذوف. {إن} حرف شرط جازم. {مِتَّ}: فعل وفاعل في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونه فعل شرط لها. {فَهُمُ}(الفاء): رابطة لجواب {إن} الشرطية وجوبًا. {هم الخالدون}: مبتدأ وخبر، والجملة في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونها جوابًا لها، وهي على نية التقديم؛ لأن أصل الكلام: أفهم الخالدون إن متّ، وجملة {إن} الشرطية معطوفة على الجملة المحذوفة، والتقدير: أيبقى هؤلاء المشركون حتى يشمتوا بموته، فإن مت يا محمد، فهم الخالدون في الدنيا بعدك، كما مر في مبحث التفسير، والجملة المحذوفة، جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب. {كُلُّ