ومنها: المجاز والمرسل أيضًا في قوله: {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا}؛ أي: في جنتنا؛ لأنها مكان الرحمة، فهو مجاز مرسل، علاقته المحلية.
ومنها: الاحتراس في قوله: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} دفعاً لتوهم انتقاص مقام داود عليه السلام.
ومنها: حكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها في قوله: {إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ}، وفي قوله:{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ}.
ومنها: جمع المختلف والمؤتلف في قوله: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} الخ وهو عبارة، عن أن يريد المتكلم التسوية، بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ثم يروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر، بزيادة فضل لا ينقص مدح الآخر، فيأتي لأجل ذلك الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية.
والآية الكريمة ساوت بين داود وسليمان، في التأهل للحكم، وشرّكت بينهما فيه حيث قالت:{إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} وأخبرت أن الله سبحانه، فهم سليمان إصابة الحكم، ففضل أباه بذلك بعد المساواة، ثم التفت سبحانه، إلى مراعاة حق الوالد فقال:{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} فرجعا بذلك إلى المساواة بعد ترجيح سليمان، ليعلم الولد بذلك برّ الوالد، ويعرف ما له عليه من الحق، حتى إذا فكر الناظر في هذا الكلام، وقال: من أين جاءت المساواة في الحكم، والعلم بعد الإخبار، بأن سليمان فهم من الحكم، ما لم يفهمه أبوه، علم أن حق الأبوة قام مقام تلك الفضيلة، فحصلت المساواة.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي التشنيعي في قوله: {فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا}.
ومنها: جمع المؤكدات في قوله: {إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} حيث أكّد بإن، وباللام، وبإسمية الجملة.