ومنها: تجاهل العارف في قوله: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة. تجاهلًا منه، ليخرج الكلام مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة الوله في الحب، أو لقصد التعجب، أو التوبيخ، أو التقرير كما هنا، وهو على قسمين: موجب ومنفي، والآية التي نحن بصددها، من التجاهل الموجب، الجاري مجرى التقرير.
ومنها: التعريض في قوله: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} أراد إبراهيم عليه السلام، أن يبيّن لهم، أن من لا يتكلم، ولا يعلم، ليس بمستحق للعبادة، ولا يصح في العقل، أن يطلق عليه أنه إله، فأخرج الكلام مخرج التعريض لهم، بما يوقعهم في الاعتراف، بأن الجمادات التي عبدوها، ليست بآلهة؛ لأنهم إذا قالوا: لا ينطقون، قال لهم: فكيف تعبدون من يعجز عن النطق، ويقصر عن أن يعلم بما يقع عنده في المكان، الذي هو فيه، فهذا الكلام من فرض الباطل مع الخصم، حتى تلزمه الحجة، ويعترف بالحق، فإن ذلك أقطع لشبهته، وأدفع لمكابرته.
ومنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} شبّه رجوعهم عن الحق إلى الباطل، بانقلاب الشخص، جتى يصبح أسفله أعلاه، بطريق الاستعارة التصريحية.
ومنها: الطباق بين {يَنْفَعُكُمْ} و {يَضُرُّكُمْ}.
ومنها: المبالغة في قوله: {كُونِي بَرْدًا} حيث أطلق المصدر، وأراد اسم الفاعل مبالغة؛ أي: باردة، أو ذات برد.
ومنها: عطف الخاص على العام اهتماماً بشأنه في قوله: {فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ}؛ لأن الصلاة والزكاة من الخيرات، وإنما خصهما بالذكر تنبيهًا على علو شأنهما وفضلهما.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} والمراد أهلها، من إطلاق المحل وإرادة الحال، والعلاقة الحالية.