للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حِينٍ (١١١) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١١٢)}.

المناسبة

قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر (١) قصص داود وسليمان، وما كان منهما، من شكر على النعماء .. أردف ذلك قصص أيوب، لما فيه من صبر على البلاء، فداود وسليمان شكرا على النعم المترادفة، وأيوب صبر على النقم النازلة فأزيلت عنه، وإن في قصصه الذي ذكر هنا، وفي مواضع من الكتاب الكريم، لعبرًا له ولغيره، ممن سمع به، ولفتا لأنظارهم، إلى أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الواجب على المرء، أن يصبر على ما يناله من البلاء فيها، ويجتهد في القيام بحق الله، ويصبر في حالي السرّاء والضرّاء.

قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر صبر أيوب عليه السلام، ودعاءه ربه وانقطاعه إليه، حتى كشف عنه الضرّ .. قفى على ذلك بذكر هؤلاء الأنبياء، الذين صبروا على ما أصابهم من المحن والشدائد.

قوله: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه، لمّا ذكر (٢) صبر أولئك، الذين صبروا على المحن والشدائد .. بيّن هنا انقطاع زكريا إلى ربه، لمّا مسّه الضرّ بتفرده، وأحبَّ أن يكون معه من يؤنسه، ويقوّيه على أمر دينه ودنياه، ويقوم مقامه بعد موته، فدعا ربه دعاء مخلص عارف، بأنه قادر على ذلك، وأنه قد انتهت الحال به، وبزوجه من كبر، وغيره إلى اليأس من الولد على مجرى العادة.

قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ...} الآيات: مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لمَّا ذكر قصص


(١) المراغي.
(٢) المراغي.