للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

محذوف. والكتاب إما مصدر بمعنى الكتابة، أو بمعنى المكتوب. واللام على معناها؛ أي: للتعليل. والمعنى: واذكر يا محمد، لأمتك هول يوم نطوي السماء، ونلقها طيًّا ولفًّا، كما يطوي الرجل السجل والقرطاس، ويلفه لأجل الكتابة فيه، في مبدأ شغل الكتابة، أو يلفه لحفظ ما كتب فيه من المعاني الكثيرة والأعمال المنتشرة، في نهاية شغل الكتابة. وقيل: السجل اسم ملك في السماء الثالثة، فإن هذا الملك يطوي كتب الأعمال، إذا رفعت إليه، وعلى هذا المعنى، فالطي: مصدر مضاف إلى فاعله، والكتاب، بمعنى: المكتوب، والمعنى على هذا، طيًّا كطي الملك، المسمى بالسجل، وجمعه صحائف الأعمال، إذا رفعت الحفظة أعمال العباد إليه، فاللام على هذا زائدة.

وقيل: الظرف متعلق بقوله: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} والمعنى عليه: لا يحزنهم (١) الفزع الأكبر حين تطوي السماء وتزال، وتأتي سماء أخرى جديدة، وكواكب أخرى، كما يطوي الطومار والقرطاس على ما يكتب فيه لحفظه من الضياع والمحو. واللام على هذا بمعنى على.

والخلاصة: أنه لا يلحقهم الفزع حين تمحى رسوم السماء، وتذهب آثارها، وتخلق أرض جديدة وكواكب جديدة.

وقيل: الظرف متعلق بـ"نعيده" الآتي؛ أي: نعيده يوم نطوي السماء. وقيل: متعلق بقوله: {وَتَتَلَقَّاهُمُ}.

وقرأ الجمهور (٢): {نَطْوِي} بنون العظمة. وقرأ أبو جعفر وأبو العالية وابن أبي عبلة وفرقة {تُطَوى} بتاء مضمومة وواو مفتوحة {السَّمَاءَ} رفعًا وذلك بمحو رسومها، وتكدير نجومها، وتكوير شمسها. وقرأت (٣) فرقة: منهم مجاهد وشيبة بن نصّاح {يَطوي} بياء الغيبة، مبنيًا للفاعل على معنى: يطوي الله السماء.


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط وزاد المسير.
(٣) البحر المحيط وزاد المسير.