وقرأ الجمهور:{السِّجِلِّ} بكسر السين والجيم وتشديد اللام. وقرأ الحسن وأبو المتوكل وأبو الجوزاء ومحبوب عن أبي عمبرو {السِّجْل} بكسر السين وإسكان الجيم وتخفيف اللام. وقال أبو عمرو: وقراءة أهل مكة مثل قراءة الحسن. وقرأ الأعمش وطلحة وأبو السماك {السَّجْل} بفتح السين وسكون الجيم وتخفيف اللام. وقرأ أبو هريرة وصاحبه وأبو زرعة بن عمرو بن جرير {السُّجُلّ} بضمتين وتشديد اللام.
وقرأ الجمهور ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {للكتاب} بالإفراد. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {لِلْكُتُبِ} بالجمع. وسكّن التاء الأعمش.
والكاف في قوله:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} جارّة، وما مصدرية، والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف. والمعنى: نعيد أول خلق إعادة مثل بدئنا له؛ أي: كما أبرزناه من العدم إلى الوجود نعيده من العدم إلى الوجود، وهذا لا ينافي الإعادة من عجيب الذنب. وخلق مصدر بمعنى الخلائق. فلذلك أفرده اهـ "سمين". ففي الآية تشبيه الإعادة بالابتداء في تناول القدرة لهما على السواء. قال الزمخشري: فإن قلت: ما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟
قلت: أوله إيجاده من العدم. فكما أوجده أولًا من عدم، يعيده ثانيًا من عدم.
تنبيه (١): اختلفوا في كيفية الإعادة، فقيل: إن الله تعالى يفرّق أجزاء الأجسام، ولا يعدمها، ثم إنه يعيد تأليفها، فذلك هو الإعادة. وقيل: إنه تعالى يعدمها بالكلية، ثم إنه يوجدها بعينها مرة أخرى، وهذه الآية دالة على هذا الوجه؛ لأنه تعالى شبّه الإعادة بالابتداء، والابتداء، ليس عبارة عن تركيب الأجزاء المتفرقة، بل عن الوجود بعد العدم. فوجب أن تكون الإعادة كذلك.
واحتج الأولون بقوله تعالى:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، فدل هذا على أن السموات، حال كونها مطوية تكون موجودة، وبقوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ