{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ}؛ أي: ملتكم {أُمَّةً وَاحِدَةً}؛ أي: غير مختلفة. قال في "القاموس": الأمة جماعة أرسل إليهم رسول، انتهى. فأصلها القوم الذين يجتمعون على دين واحد، ثم اتّسع فيها، فأطلقت على ما اجتمعوا عليه من الدين والملة. واشتقاقها من أم بمعنى: قصد. فالقوم: هم الجماعة القاصدة، وما اجتمعوا عليه هو الملة المقصودة.
{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}؛ أي: جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعًا. والقطع فصل الشيء مدركًا بالبصر كالأجسام، أو بالبصيرة كالأشياء المعقولة والتفعّل هنا للتعدية، نحو: علمته الفقه فتعلم الفقه اهـ من "الروح".
{فَلَا كُفْرَانَ} الكفران: مصدر بمعنى الكفر، كالشكران بمعنى الشكر، فهو كناية عن حرمان ثواب عمله.
{لِسَعْيِهِ} والسعي، في الأصل: المشي السريع، وهو دون العدو، ويستعمل للجد في الأمر، خيرًا كان أو شرًا، وأكثر ما يستعمل في الأفعال المحمودة.
{عَلَى قَرْيَةٍ} والقرية: اسم للمصر الجامع كما في "القاموس"، واسم للموضع، الذي يجتمع فيه الناس، كما في "المفردات".
{مِنْ كُلِّ حَدَبٍ} والحدب: النشز من الأرض؛ أي: المرتفع، وكل كدية أو أكمةٍ فهي حدبة، وبها سمي القبر، لظهوره على وجه الأرض. قال الراغب: يجوز أن يكون الأصل في الحدب حدث الظهر، وهو خروجه، ودخول الصدر والبطن، ثم شبه به ما ارتفع من الأرض، فسمي حدبًا، ومنه محدب الفلك.
{يَنْسِلُونَ}؛ أي: يسرعون، والنسلان: مقاربة الخطا مع الإسراع، يقال: نسل ينسل - بالفتح في الماضي، والكسر والضم في المضارع، اهـ "سمين". وفي "المصباح": نسل في مشيه نسلانًا أسرع، وهو من باب ضرب، اهـ. وفي "بحر العلوم": من نسل الذئب إذا أسرع في مشيه.