العلماء، أن معناها: فظن أن لن نضيّق عليه، من {قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}؛ أي: ضيّق وقتّر.
{وَزَكَرِيَّا} بالمد، علم نبي، وألفه للتأنيث، فلذلك منع من الصرف، وهو أيضًا، غير مصروف للعجمة والتعريف. وقيل: هو عربي مشتق من زكر؛ أي: امتلأ، أو تزكر.
{رَغَبًا وَرَهَبًا} يقال: رغب الشيء اتسع، فإذا قيل: رغب فيه وإليه يقتضي الحرص عليه، فإذا قيل: رغب عنه اقتضى صرف الرغبة عنه والزهد فيه. والرغبة العطاء الكثير لكونه مرغوباً فيه، فيكون مشتقًا من الأصل، فإن أصل الرغبة السعة في الشيء، ومنه ليلة الرغائب؛ أي: العطايا الجزيلة. يقال: يعطي الرغائب من يشاء ويمنع. والرهبة مخافة مع تحرك واضطراب، اهـ "روح البيان" وفي "المختار": رغب ورهب كل منهما من باب طرب، اهـ.
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ} والحصن في الأصل: كل موضع حصين؛ أي: محكم لا يوصل إلى جوفه. وأحصنه، جعله في حصن وحرز، ثم تجوّز في كل تحرز، وامرأة حصان - كسحاب - عفيفة أو متزوجة؛ أي: ومريم التي منعت نفسها من قربان الرجال.
{فَرْجَهَا} والفرج والفرجة: الشق بين الشيئين كفرجة الحائط. والفرج ما بين الرجلين. وكنى به عن السوءة، وكثر حتى صار كالصريح فيه. والفرج انكشاف الغم. وقال السهيلي - رحمه الله -: يريد فرج القميص؛ أي: لم يعلق بثوبها ريبة؛ أي: أنها طاهرة الأثواب. وفروج القميص أربعة: الكمّان، والأعلى، والأسفل، فلا يذهب وهمك إلى غير هذا، فإنه من لطيف الكناية، انتهى.
{رُوحِنَا} والروح هو المعنى المعروف، ونفخ الروح هو الإحياء.